رغم قصر الحياة الزوجية بين فاطمة وزوجها سلطان والتي لم تتجاوز الستة أشهر، إلا أن وفاتها تركت جرحا عميقا وأثرا بالغا في نفسه، حيث يدخل بين الفينة والأخرى في موجة بكاء جعلت كل من حوله يتعاطفون معه، وهي التي كانت تملأ حياته بهجة وسرورا، متجاوزة ظروف الحياة الصعبة والقاسية التي كانا يعيشانها. وعن الجوانب الإنسانية ولمساتها الأخيرة مع زوجها وأهله والروح السمحاء التي كانت تتمتع بها زوجته، يقول سلطان زوج المتوفاة فاطمة عكام ل «عكاظ»: أنها كانت تقضي وقت فراغها في قراءة القرآن ومتابعة البرامج الهادفة من أجل خلق جوء إيماني بالبيت ورضا زوجها، وأضاف «كانت تحب الورود وتعطف على والدي وأمي وتزورهم في كل صباح». واستطرد عكام «أذكر أنها كانت تحلم بمولودة اختارت لها اسم (تالا)، فهي دائما ما تحدثني عن رغبتها بمولود يعم البيت بالفرحة والسرور»، مشيرا إلى أن الابتسامة كانت عنوانا لاتفارقها ما جعلها محبوبة لدى أهلي. قبلت رأسي وعن مواقفها الجميلة معه والتي لا ينساها قال «اتصلت علي أثناء تواجدها في المستشفى بأنها تريد الخروج من المستشفى لقضاء نزهة قصيرة، وبعدها أرجعها المستشفى، فلما ذهبنا في السيارة على طريق العارضة، وكنا نحكي عن أحلامنا المستقبلية وكنت أحاول أن أخفف من آلامها ببعض الكلمات المشجعة رغم أني أعرف حالتها الصحية الصعبة.. إلا أنني أردت أن أشاركها في همها، فإذا بها وفي وسط الكلام تقوم بتقبيلي على رأسي من باب الوفاء والإخلاص معي، ووعدتني بأنها ستهتم بصحتها لأجلي»، وأضاف «هذا أسعدني بأن الأمل رجع في نفسها، ويشير عكام إلى أنه وأثناء تواجدها في المستشفى كانت لاتقطع الدعاء وقراءة القرآن رغم الألم الذي يعتريها». أما والد الزوج مشرقي عكام، فيقول: «كانت فاطمة تزورني في كل صباح وتقبل رأسي وكنت أسعد بذلك وكانت محبوبة لدينا وكنا نتناول وجبات الفطور والغداء والعشاء في سفره واحدة، فلا أقول إلا إنا لله وإن إليه راجعون».