أكد عدد من القيادرات السورية المعارضة وخبراء لبنانيين وألمانيين أن هناك ازدواجية في المعايير الدولية إزاء التعامل مع قضية تزويد الجيش الحر السوري بالسلاح للدفاع عن الشعب الأعزل، موضحين في تصريحات ل«عكاظ» أن العالم يغض الطرف عن كل أنواع الأسلحة الفتاكة التي تقدمهانها إيرانوروسيا للنظام السوري القاتل فيما يرفض تقديم السلاح للشعب السوري الأعزل للدفاع عن عرضه. وطالبوا المجتمع الدولي بعدم التعامل مع الأزمة السورية بسياسة الكيل بمكيالين. فمن جهته، أوضح هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف السوري المعارض أن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمة السورية بسياسة الكيل بمكيالين. وتساءل المالح: هل بشار يصنع طائرات حربية أو صواريخ سكود؟ وتابع قائلا «كل هذه الصواريخ التي قصف بها الأسد حلب والمدن الأخرى قادمة من روسيا». وأفاد أنه بعد مقتل أكثر من 90 ألف شهيد سوري وتشريد الملايين في الداخل والخارج ماذا ينتظر العالم من أجل دعم الثوار على الأرض لتحقيق التوازن في المعادلة العسكرية. من جانبه، انتقد عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري السابق مخاوف الغرب من تقديم السلاح للشعب السوري. وأضاف سيدا إن وحشية النظام السوري هي التي دفعت الشعب السوري لحمل السلاح، موضحا أن جميع المظاهرات في سورية كانت سلمية في البداية، وأن عسكرة الثورة جاء كرد فعل لوحشية النظام. وزاد «من حق الثوار أن يدافعوا عن أنفسهم، مشددا على أن الرؤية الحقيقية لما يحدث في سورية تقوم على أن النظام الحالي رفض كل المبادرات السياسية للحل، ولم يترك للمعارضة أي خيار آخر سوى إسقاط هذا النظام بالقوة العسكرية»، مشيرا إلى أن إسقاط النظام يحتاج لسلاح نوعي بيد المعارضة لدخول دمشق. وأضاف أن استمرار تردد الغرب في دعم المعارضة بالسلاح سوف يطيل الأزمة. أما عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر فإنه يرى أن المحافل الدولية تستطيع أن تحسم الأمر في سورية كما فعلت في كل من ليبيا ومصر وتونس، فمن المعيب هذا التراخي الدولي أمام ما يجري في سورية لجهة استمرار النظام السوري بقتله الوحشي للشعب السوري لم يشهد العالم لها مثيلا بصواريخ سكود والطائرات والراجمات والمدافع والمجازر. وزاد «مع الأسف تخترع المحافل الدولية الأعذار لعدم القدرة على وضع حد لسفك الدماء في سورية»، وختم الضاهر قائلا «إن تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه واجب إنساني على العالم القيام به». من ناحيته، أوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية للشرق الأوسط الدكتور فولفجانج فوجل أن مسألة تسليح المعارضة السورية تشكل أزمة حقيقية داخل دول الاتحاد الأوروبي الأطلسي، موضحا أن هناك دولا تدعم المعارضة السورية بالأسلحة والخبراء للتدريب العسكري بشكل علني. وأكد أن مسألة الدعم العسكري تتعلق أيضا بالمصالح السياسية والجيواستراتيجية للدول الغربية، موضحا أن ألمانيا تبتعد تماما عن عملية الدعم المسلح للمعارضة السورية ولها مبرراتها في هذا الإطار. من جهته، أوضح الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة العلاقات الخارجية والأمنية في برلين الدكتور جيدو شتاينبرج أن مسألة تسليح المعارضة تنطوي على مخاوف وتحفظات من الدول الغربية من حدوث حرب مستقبلية، وأن ما يحدث في سورية اليوم من السهل أن ينتقل إلى دول مجاورة أخرى في حال دعم خيار التسليح بدلا من السعي لحل الأزمة السورية عبر الحوار الدبلوماسي. وأضاف «إن الجيش السوري النظامي والمزود بالأسلحة من قبل موسكو وطهران يقوم بإطلاق صواريخ سكود على الأحياء المدنية والسكنية في سورية وهذا يجعل قضية تسليح المعارضة أمرا حتميا».