عندما وجد نظام الأقساط، كان بهدف توفير المزيد من الحلول والتسهيلات للمواطنين لقضاء احتياجاتهم الحياتية ومساعدتهم على أعباء الحياة اليومية، إلا أنها أصبحت -الأقساط- عامل إزعاج وضغط على الكثيرين من المواطنين بسبب سوء استخدامها وعدم توجيهها نحو الأمور الأساسية. وفي جولة ل«عكاظ» حول مشاكل وتبعات الشراء بالتقسيط ومشاكله، كشفت أن أغلب المواطنين الذين لديهم أقساط أو ديون أجمعوا على أن هذا النظام رغم أنه يعد حلا مناسبا عند الحاجة، لكن قد يصبح مشكلة وكارثة عندما يتم توجيهه نحو الكماليات. في بداية الحديث، يقول المواطن حمد المعبري، معلقا حول هذا الموضوع «من الصعب أو من المستحيل على أي مواطن أن يبدأ مسيرة حياته من بعد التخرج في الجامعة ودخوله المجال الوظيفي دون أن يقتني شيئا من ضرورات الحياة كالسيارة مثلا من دون نظام الأقساط»، ويضيف المعبري: إن الأمر يستمر ويزداد الطلب على الأقساط خاصة مع قرار دخول الحياة الزوجية بل حتى بعد الزواج حيث الطلبات اليومية في ازدياد مستمر. وفي ذات السياق، تقول المواطنة أم أحمد (مديرة مدرسة ابتدائية، وتعول أربعة من الأبناء) إن أغلبية المواطنين لا يملكون المال (الكاش) والمقدرة المالية التي تمكنهم من اقتناء أشيائهم الضرورية؛ مثل البيت والسيارة وغيرهما، من دون اللجوء إلى نظام البيع بالتقسيط أو الإيجار المنتهي بالتمليك في مسألة السيارات. ولكن -تعقب أم محمد- بأنه يجب عدم اللجوء للبنوك والديون والأقساط إلا عند الضرورة، وتضيف «أعتقد من وجهة نظري أنني أفضل أن اقترض من البنك في شراء شيء ضروري على ألا أضطر أن أقترض من أحد، ومع ذلك فإن الأمر يجب أن يدرس والأمور يجب أن توزن بميزان قبل القدوم على أي نوع من أنواع الاقتراض من البنوك أو اللجوء إلى شركات البيع بالتقسيط». أما بالنسبة للمواطن سعيد المري (موظف في العقد الثالث من عمره) فعنده رأي مخالف، إذ القاعدة الذهبية التي تقول «مد رجلك على قد لحافك» هي نبراسه الأول ويقول في ذلك «مشكلتنا هي أننا متسرعون ولا نصبر على الحال الذي نحن فيه ونسارع إلى أن نسابق الزمن رغبة منا في سبق غيرنا والتقدم على من حولنا من الأقارب أو الأصدقاء». وأضاف المري أننا لو استطعنا مقاومة رغباتنا الملحة ومشكلة «تقليد الآخرين» في اقتناء أشياء نظن خطأ أنها من ضروريات الحياة يمكن أن نتجنب حينها اللجوء إلى أنظمة التقسيط وغيرها. ويصف صالح أحمد -أحد المقيمين في المملكة- إن الأقساط هي (سرطان الراتب) فهو بمجرد أن يتورط المشتري فيه حتى يبدأ بالانتشار والاستشراء إلى أن يقضي على مجمل الدخل الشهري. ويقول صالح بأننا في هذه الأيام نفتقد للتوجيه السليم في كيفية الاستفادة من الراتب والدخل الشهري ونفتقر للتوجيه السليم والتخطيط المسبق الذي يقينا الوقوع ضحية ورهينة (كلبشات) الأقساط لمجرد طلبات ومشتريات نعتقد أنها من الضروريات.