العلاقة بين الفنان النجم وبين الإعلام بشكل عام عادة ما يسودها الود والاحترام المتبادل.. هذا إذا ما كانت علاقة طبيعية، أما تلك التي يتخللها تصفيات الحسابات أو الغيرة من نجومية الفنان من قبل بعض المنتسبين للإعلام أو بشكل أدق إلى السلطة الرابعة، فإنها ليست طبيعية ولعلنا عشنا وسنعيش كثيرا مما يدهش. قبل مغادرة نجم الغريب بعد زيارة إلى جدة قام خلالها بأداء العمرة والالتقاء بزملائه في منتدى وموقع فنان الكويت الكبير عبدالكريم عبدالقادر، التقينا به في هذا الحوار السريع الذي رأينا في البدء أن يحدثنا عن كل هذا الحب والعمل من أجل تكوين أرشيف أقرب إلى الدقة 100% عن حياة الصوت الجريح، فقال: نشأت في واقع الأمر ومنذ طفولتي على حب هذا الصوت الخالد «أبو خالد» وقدمت الكثير مما يدلل على حبي هذا لأستاذنا ومن خلال الشبكة العنكبوتية أسسنا أفضل ما يمكن أن يكون موقعا لفنان بحجمه، ولدي هنا في جدة زميل من الأسماء الفاعلة في الموقع، بل هو أشبه بالروح المغذية للموقع لما يملك من أرشيف لعبدالكريم عبدالقادر، وهو الزميل مبارك الزهراني «أبو عثمان»، وبجهدي وجهده بما يدفعنا من حب كان النجاح والتميز من نصيب موقعنا. قمت بإعداد كتاب «هذا أنا» عن عبدالكريم عبدالقادر، ما الدافع إلى هذا وإلى أين وصلت؟ قلت لك منذ البدء إن الحب هو ما يدفع لبذل الجهد، وأستاذنا عبدالكريم من أول الأسماء التي كان ينبغي أن يكون له في مكتباتنا كتاب عن حياته، وخجلت وأنا أرى في مكتباتنا كتبا لكثير من أنصاف وأرباع الفنانين، بينما لم أجد كتابا يسطر حياته، فبادرت من خلال صلتي وقربي منه، فعرضت عليه الفكرة، فاستثقلها وقال إنني سأتعب في هذا الموضوع، فقلت له: تعبك راحة إذا ما كان هناك تعب، المهم أنني بدأت منذ سنوات طويلة بالكتاب، وعرضت الفكرة على يوسف الرفاعي الذي كان ينتج للفنان من خلال إمبراطورية الإنتاج الخاصة به «النظائر»، لكنه استصغرني كان ذلك قبل 1990 ولم يثق أن بإمكاني أن أوثق لحياة ومشوار عبدالكريم الفني، إلى أن تصديت أيضا كناشر للكتاب قبل نحو عامين، والحمد لله، نفدت الطبعة الأولى، ونحن الآن بصدد نشر الطبعة الثانية قريبا مزيدة ومنقحة. ومن يدري ربما أصدرت جزءا ثانيا منه أيضا، فحياة «أبو خالد» حافلة ومليئة بالإبداع. كيف تصور العلاقة بينكما؟ يكفي أنه يعتبرني مثل ابنه خالد، ودوما ما نكون على صلة، ودائما ما أجده إلى جانبي في السراء والضراء، فيوم زفافي، دعوته كما دعوت الجميع وفجأة وجدته إلى جواري في حفل زفافي ليبقى طوال الأمسية إلى جانبي في الفرح مشاركا ليضفي جمالا ورونقا لأمسيتي الأهم في الحياة، إلى جانب أنني وجدته معي أول المعزين في وفاة والدي، كذلك عندما توفيت والدتي، حيث قال لي بحميمية كبيرة: اليوم يا نجم أنا أبوك وأنا أمك، ولك أن تعتبرني كذلك إلى ما تريد. دعني اسألك: هل من الممكن أن نجد لك إصدارا آخر يوثق لحياة غيره من الفنانين؟ أنت هنا تذكرني بمذيعة في إذاعة أبو ظبي سألتني هذا السؤال، فقلت لها: مستحيل، أنا لست موثقا أو مؤلفا، أنا محب لعبدالكريم عبدالقادر، ووثقت وسجلت كل معلومة وانطباع أعيشه وله علاقة به.