أكد نائب الرئيس النيجيري محمد نامادي سامبو على عمق العلاقات بين المملكة وبلاده، معربا عن حرص بلاده على التعاون مع المملكة لتحقيق التضامن الإسلامي بين دول الأمة وفق مبادئ الإسلام، مشيدا بالسياسة التي تنتهجها المملكة في الاعتدال والتعاون والحوار مع الدول والمؤسسات الثقافية وممثلي الأديان والحضارات والثقافات في العالم. وأشار إلى أن نيجيريا تحرص على الحوار بين مجتمعها المتعدد الأطياف. وأوضح سامبو أن مؤتمر «الإسلام والتعايش السلمي» الذي اختتم البارحة وتنظمه في مدينة سكوتو النيجيرية رابطة العالم الإسلام يهدف إلى نشر مفاهيم التعايش السلمي في المجتمعات الإنسانية. من جهته، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي: «في هذا العصر المليء بالتحديات التي أفرزتها الجوانب السلبية للتكنولوجيا وازدياد السكان والتنافس على الموارد الطبيعية أصبح التعايش بين الدول والشعوب من أهم القضايا المشتركة التي تحتاج من القيادات الدينية والاجتماعية والسياسية إلى تعاون في خدمتها وتوسيع آفاقها وتعزيز مساراتها»، موضحا أن السياج الوطني فضاء مشترك يوجب التزامات عديدة على كل فئة من الفئات تجاه غيرها حتى يتحقق التعايش في ظل من التكامل والتعاون، لافتا إلى ضرورة نظر القيادات الدينية والثقافية والسياسية من مختلف الانتماءات للأمور بمعيار المصلحة العامة المشتركة، مشددا على خطورة التصرف بدافع من روح الهيمنة والتسلط على حساب الآخرين. ودعا المؤتمر، في ختام أعماله، شعب نيجيريا الحديثة إلى وحدة الصف والتعايش والتواصل والتعاون في خدمة المصالح العليا، مؤكدا على أهيمة الدور الذي تقوم به المنظمات الإسلامية في نشر مفاهيم الإسلام الداعية إلى الإحسان والتكافل والبر بين مكونات المجتمع، موضحين أن هذه المفاهيم هي الطريق إلى العدالة وإشاعة التفاهم والتعايش، الأمر الذي يسهم في التعاون الأمثل في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية. وطالب الباحثون بضرورة وضع صيغ للتعاون المشترك بين المؤسسات الإسلامية، داعين رابطة العالم الاسلامي والهيئات الإسلامية التابعة لها لمساعدة هذه المؤسسات في وضع استراتيجية العمل الإسلامي المشترك، ما يوفر للمؤسسات الثقافية والاجتماعية الإسلامية في نيجيريا خططا مدروسة تحقق وحدة المجتمع وتعاون فئاته في حل المشكلات التي تواجه المسلمين وغيرهم من مواطني نيجيريا. وأكد الباحثون أهمية نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة التي تقوم على مبادئ الوسطية العادلة في الإسلام، والتي تنبذ التطرف والغلو، كما تنبذ التهاون والتفريط في قضايا الدين، لافتين إلى دور الإسلام في صنع حضارة المسلمين في أفريقيا، وأثر الحضارة التي قامت على مبادئ الإسلام في صياغة الشخصية المسلمة، وإنشاء منارات الدعوة الإسلامية من مساجد ومدارس وحلقات لتدريس القرآن الكريم وعلومه وتدريس العلوم الإسلامية التي تشمل على الحديث والفقه والتفسير. ودعا المشاركون إلى ربط حاضر نيجيريا بالماضي الإسلامي، مطالبين بنشر الثقافة الإسلامية والمبادئ التي تتضمنها وسطية الإسلام الكفيل بحل مشكلات الخلاف بين أطياف المجتمع المسلم.