ناقش باحثون ورجال دين أبرز معوقات التعايش السلمي في نيجيريا، وذلك في مؤتمر نظمته رابطة العالم الإسلامي في ولاية سوكوتو في نيجيريا؛ تحت عنوان “الإسلام وأسس التعايش السلمي في نيجيريا”. وتطرق الباحثون عبر جلستين إلى عددٍ من التحديات التي ينبغي على المجتمع النيجيري مواجهتها وعلاجها، ووضع الحلول الكفيلة باجتثاثها من المجتمع النيجيري، ويأتي في مقدمتها، بحسب الباحثين، آفة الإرهاب اللامسؤول، التي تسللت إلى مناطق عديدة في شمال نيجيريا، حيث تحاول الطمس بأساليبها وأعمالها على حقيقة الإسلام الناصعة ومبادئه في التراحم، والبر، والتعاون الاجتماعي، وتحقيق مقاصد الأخوة الإسلامية بين المسلمين، والتعاون في نشر الإسلام بصورته الصحيحة، والعمل من خلال مناهجه في العلاقات مع الآخرين. وبيَّن الباحثون أن حلول هذه المشكلة تكمن في الحل الإسلامي الذي طهر المجتمع المسلم من الآفات الدخيلة عليه ومنها القتل العمد، وشق صفوف المسلمين وتفتيت وحدتهم. ودعا الباحثون إلى ربط حاضر نيجيريا بالماضي الإسلامي؛ حيث كان المجتمع تشد الناس فيه عوامل التكافل والتراحم والتعاون في كل مجال يحتاج إليه المجتمع بأسره على اختلاف طوائفه. واستند الباحثون إلى أهمية استلهام تاريخ نيجيريا الإسلامي إلى التجارب الناجحة للعمل الشعبي الذي يتعاون من خلاله العلماء، والدُّعاة، والتجَّار، وأهل الرأي، وهو ما حث عليه دين الإسلام الذي طبق أهله الأوائل التعايش من خلال وثيقة المدينةالمنورة ومن خلال العهدة العمرية في القدس مع نصارى بلاد الشام. ودعا الباحثون إلى تعزيز نشر الثقافة الإسلامية والمبادئ التي تتضمنها وسطية الإسلام الكفيل بحل مشكلات الخلاف بين أطياف المجتمع المسلم سواءً كان في نيجيريا أو غيرها. أما الجلسة الثانية من جلسات اليوم السبت؛ فقد عقدت برئاسة فضيلة الشيخ إسحاق محمد الرابع الرئيس العام لاتحاد المسلمين في نيجيريا. وناقش المشاركون في هذه الجلسة مجموعة من البحوث، منها: المواطنة والعدالة الاجتماعية للقاضي الأمير بولا أجي بولا القاضي في محكمة العدل الدولية سابقاً، والنزاعات الإثنية والدينية للأسقف “إينياتوس” عضو المجلس البابوي لتعزيز التبشير، والتخلف وضعف التنمية للدكتور عبدالرزاق عبدالمجيد الأستاذ بجامعة الورن في نيجيريا. واستعرض الباحثون خلال الجلسة سماحة الأديان والرسالات الإلهية في العلاقات الإنسانية، مؤكدين أنَّ منطلق الرسالات الواحد يجب أن يؤدي إلى تلاقي أتباعها وتآلفهم وإنجاز الأعمال المشتركة فيما بينهم، من إصلاح المجتمع، والقضاء على النزاعات الإثنية والدينية، والارتباط الصحيح بمفاهيم المواطنة، والتعاون في العمل المشترك الذي يخدم المصلحة العليا للوطن، وهو القاسم المشترك بين جميع المواطنين الذين ينبغي أن تشملهم العدالة والمساواة؛ فيما يعزز فرص التعايش السلمي في المجتمع. كما عُقدت الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر، وهي الجلسة الأخيرة للبحوث ومناقشة المحاور، برئاسة الأسقف جون أولورنغمي الرئيس السابق للجمعية النصرانية في نيجيريا. جانب من المؤتمر ويظهر في الصورة أمين عام الرابطة الدكتور عبدالله التركي (الشرق) الشرق | مكة المكرمة