أكدت المملكة تأييدها ومساندتها لحوار التعاون الآسيوي (ACD)، لما يمثله من إطار مناسب لتعزيز التفاهم والتعاون من أجل تنمية القارة الآسيوية، واستتباب السلم والأمن في العالم، وبما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب. ولفتت الانتباه إلى أنها عملت ومازالت تعمل على تبني مبدأ الحوار بين الحضارات والثقافات، وإيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب، وتعزيز التعاون والسلم المبني على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية. جاء ذلك، في كلمة المملكة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، رئيس وفد المملكة في الاجتماع الوزاري ال 11 لمنتدى حوار التعاون الآسيوي الذي يقام في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه والتي قال فيها «إن الآمال لصياغة شراكة قوية فيما بين دول آسيا، تنطلق من شواهد التاريخ والموروث الحضاري، وتبررها الفرص العديدة المتاحة التي يمكنها أن توسع حجم المصالح المشتركة المترتبة على الاستثمار والتجارة البينية، فنحن نمتلك ثروات اقتصادية، وموارد طبيعية وبشرية، وكنوزا حضارية هائلة للنماء والازدهار». وقال «أكدت المملكة دوما، على أهمية اتخاذ إجراءات مشتركة، وتحسين الجهود الرامية إلى التعاون على جميع المستويات الدولية لتحسين الوصول إلى خدمات الطاقة الميسورة والموثوقة لغرض التنمية المستدامة من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بما فيها هدف خفض نسبة الأشخاص الذين يعيشون في حالة الفقر إلى النصف بحلول عام 2015م». وفيما يتعلق بموضوع تعزيز التعاون الفني والتقني لتنفيذ التزامات ريو +20 للتخفيف من آثار التغير المناخي، قال «نحن في المملكة نؤمن أن التقنية المتطورة سوف توفر الكثير من الحلول، ولكن ذلك يتطلب المزيد من الموارد المالية، والابتكار والتعاون والاستثمارات، وإن أي استراتيجيات يجب أن تأخذ بالاعتبار المبادئ القائمة للاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، وبالأخص مبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة، مع الوضع في الاعتبار بأن تأخذ الدول المتقدمة دور الريادة في هذا المجال انطلاقا من إمكاناتها ومسؤوليتها التاريخية في هذا الشأن» وأكد سموه على رفض مبدأ تبني إجراءات أحادية من دولة أو مجموعة دول. كما يجب التنبه إلى أن المساعي الرامية إلى تشجيع بدائل للطاقة كالوقود الحيوي، لن تكون فعالة بالشكل المنشود ولها تبعات سلبية عديدة، حيث إنها تعد من الأسباب التي تساعد على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأراضي الزراعية وتؤدي بالتالي إلى زيادة الفقر. وأشار إلى أن هناك الكثير من السمات المشتركة التي تجمع الشعوب الآسيوية، قوامها احترام الآخرين ومعتقداتهم، والالتزام بمبدأ السلام. ولقد أثمرت الروابط التاريخية بين مجتمعاتنا عن ترسيخ فهم مشترك وعلاقات مميزة ، الأمر الذي يؤكد ضرورة مواصلة العمل من خلال نشاطات المنتدى، لتعميق أواصر العلاقات بين شعوبنا على أسس من الحوار والتفاهم، وتنمية ثقافة الاحترام المتبادل بين كل المعتقدات الدينية ورموزها. وقد عملت المملكة، وما زالت، على تبني مبدأ الحوار بين الحضارات والثقافات، وإيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب، وتعزيز التعاون والسلم المبني على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية. واستطرد أنه «استنادا لذلك انطلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أل سعود حفظه الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2008م والتي أثمرت مؤخرا عن تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية «فيينا» والذي نرجو أن يسهم بعون الله في تعزيز ثقافة الحوار العالمي». ولتعزيز روح التسامح والتفاهم بين شعوب الأرض كافة، من الضرورة أن نسعى بقوة إلى تبني المجتمع الدولي قرارا حاسما كفيلا بالتصدي للتجاوزات التي تسعى إلى ترويج أفكار وآراء تحمل تطاولا على الأديان ورموزها وقدسيتها والتي لا تخدم القيم الإنسانية المشتركة فيما بين أبناء البشر. وكان الاجتماع الذي يقام في مقر مجمع كوخ سامان في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه قد انطلقت فعالياته أمس بمشاركة 32 دولة عضوا في منتدى حوار التعاون الآسيوي. واستقبل فخامة الرئيس إمام علي رحمانوف رئيس جمهورية طاجيكستان في مقر مجمع كوخ سامان في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه أمس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، رئيس وفد المملكة. ورحب فخامته بسمو نائب وزير الخارجية، والوفد المرافق له وحمله نقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع حفظهما الله . وأعرب فخامته عن اعتزازه وتقديره البالغين لعمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. من جانبه، قدم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز الشكر والتقدير لفخامة الرئيس الطاجيكستاني على إتاحة الفرصة للالتقاء به. ونقل سموه تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لفخامته وللشعب الطاجيكي الشقيق. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. حضر الاستقبال من الجانب السعودي وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف السعدون، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجيكستان الدكتور بندر بن محمد جميل، ومدير مكتب سمو نائب وزير الخارجية دهام بن عواد الدهام. كما حضره من الجانب الطاجيكستاني مستشار الدولة للشؤون الخارجية أركين رحمة الله يوف، وسفير طاجيكستان لدى المملكة الدكتور عبدالله يولداشيف.