مع بداية كل إجازة، يشد عدد كبير من أهالي منطقة نجران الرحال ويسافرون إلى المناطق والمدن الأخرى بحثا عن المهرجانات والمدن الترفيهية، بعدما سيطر الزامل والرقصة النجرانية على برتقالة الربع الخالي وتكرار الفعاليات التراثية وخلوها من أي تميز. وما يزيد من معاناة أهالي نجران غياب المدن الترفيهية حيث إن المنطقة تفتقد إلى مدينة ترفيهية متكاملة، إذ لا يوجد فيها سوى منتزهين هما؛ منتزه الملك فهد في غابة سقام، ومنتزه أبا الرشاش البري، وهما يتبعان لأمانة نجران ويحتاجان إلى الكثير من مقومات السياحة، كما انهما يفتقدان إلى العاب الأطفال. وأرجع الأهالي سبب ذلك إلى تخبطات جهاز السياحة وجمعية الثقافة في منطقة نجران من تكرار الأنشطة خلال الإجازات، معظمها تحكي تراث المنطقة ولا ترقى إلى تطلعات المتنزهين. ورغم تأكيدات نائب الرئيس لقطاع التسويق والبرامج في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله بن سلمان الجهني عبر الموقع الرسمي للهيئة ووسائل الاعلام، أن مناطق المملكة تشهد خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، أكثر من 18 مهرجانا وفعالية سياحية في مختلف مناطق المملكة، الا ان منطقة نجران لم تكن من ضمن تلك المناطق، الأمر الذي دفع أهالي المنطقة إلى تسجيل استغرابهم من عدم إقامة مهرجانات في منطقتهم ضمن مناطق المملكة، مطالبين بعدم تكرار الفعاليات في كل إجازة، التي تحكي بمعظمها عن عن تراث المنطقة. من جهة ثانية، لجأ جهاز السياحة والآثار في منطقة نجران مع جمعية الثقافة والفنون في المنطقة إلى إقامة أمسيات للفنون الشعبية في مقرها بحي العريسة وصفها البعض بالمستهلكة والمكررة، حيث أكد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران صالح محمد آل مريح، أن مهرجان ربيع نجران السياحي سيشهد إقامة أنشطة ثقافية وتراثية وشعبية متنوعة تتمثل في فعاليات الطفل والأسرة بحديقة الأندلس وفعاليات للشباب وأمسيات وفنون شعبية ومعارض فنية في مقر جمعية الثقافة والفنون تستهدف كافة شرائح المجتمع. إلى ذلك، أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في نجران محمد بن ناصر آل مردف أن الهدف من إقامة فعاليات مهرجان ربيع نجران السياحي هو إبراز المقومات الثقافية والتراثية والتاريخية في منطقة نجران، إضافة إلى إبراز عدد من المواهب الشابة في مجالات الثقافة والفنون وتقديم الأنشطة الهادفة لأهالي وزوار المنطقة خلال الإجازة، ومنها تقديم عدد من الألوان الشعبية والتراثية التي تشتهر بها نجران كالزامل والرزفة والمثلوث والطبول. وأشار آل مردف إلى أن فعاليات الرجال ستقام في مقر جمعية الثقافة والفنون في حي العريسة، بينما تقام فعاليات النساء والأطفال في حديقة الأندلس. وقال إن الفعاليات سيتخللها إقامة محاورات وأمسيات شعرية وفنية بالإضافة إلى تقديم عروض يومية من قبل فرق الفنون الشعبية وكذلك تقديم برامج وأنشطة للطفل والأسرة، والمرسم الحر ومعارض للفنون التشكيلية والخط العربي والتصوير الضوئي. لا فعاليات مميزة «عكاظ» سألت إحدى الموظفات في مركز الاتصال السياحي في الهيئة العامة للسياحة والآثار في نجران حول شكاوى الأهالي، فقالت إن منطقة نجران تفتقد فعلا إلى أي فعاليات مميزة خلال إجازة منتصف العام الدراسي، ولكنها أشارت إلى أن هناك مهرجان ربيع نجران السياحي الذي يضم أنشطة ثقافية وتراثية وشعبيه متنوعة.