استشهد أحد رجال الدفاع المدني في جدة أمس، وأصيب آخر بإصابات طفيفة، وذلك إثر حادثة حريق شب في منزل شعبي مكون من دورين بحي الربوة الشعبي شمالي المحافظة. وأوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان، أن غرفة العمليات في الدفاع المدني تلقت بلاغات متكررة تفيد بوجود حالات احتجاز بموقع الحادث، لتتحرك فرق الإنقاذ والإطفاء نحو الموقع وشرعت في التعامل مع الحدث بواقع خمس فرق إنقاذ وفرقتي إطفاء وسيارة الرصد وإسعاف مع إبلاغ كافة الجهات ذات العلاقة؛ الهلال الأحمر والدوريات الأمنية والكهرباء والأمانة. وأضاف ابن سرحان «بعد وصول أول الفرق للموقع، باشرت فرقة الاقتحام المدعمة بكمامات الأكسجين اقتحام البناية المشبعة بالأدخنة المتصاعدة نتيجة الحريق، بحثا عن محتجزين في ظل تأكيد العديد من الموجودين بوجود أشخاص داخل المبنى، في ذات التوقيت الذي باشرت فيه فرق الإطفاء مهامها في إخماد النيران، ما هي إلا لحظات بسيطة حتى انهار سقف الدور الثاني للمبنى المحترق على أفراد الإطفاء والإنقاذ ونتجت عنه إصابة الجندي أول هيثم عبدالرحمن بن علي الغامدي من مركز شمال (3)، فيما طلبت الفرق فرض طوق أمني على الموقع امتد لعدة أمتار خوفا من الانهيار، إلا أن الفرق جاهدت لإنقاذ زميلهم من تحت الأنقاض وهو ما تحقق بعد جهود مضنية ليتم على الفور إسعافه ونقله مباشرة إلى مستشفى الملك فهد بجدة وتلقى العلاج اللازم وخرج بصحة جيدة. وتابع ابن سرحان «استمرت عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض وذلك عبر استخدام سيارة الرصد المخصصة لمثل هذه الحوادث التي أسهمت في تحديد موقع الجندي أول عبدالله جربوع السبيعي، من مركز شمال 3 إنقاذ وتم مباشرة عمليات رفع الأنقاض عنه وانتشاله، حيث تأكد استشهاده نتيجة تأثره بالإصابة التي لحقت به جراء انهيار كتل خرسانية عليه وتم نقله إلى مستشفى الملك فهد بجدة». إلى ذلك صدرت توجيهات وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بمكافأة الشهيد الجندي أول عبدالله جربوع السبيعي ورعاية أسرته أسوة بالشهداء من رجال الأمن، وذلك نظير ما أظهره وزملاؤه من شجاعة وإقدام وتضحيات في إنقاذ الأرواح المعرضة للمخاطر، خصوصاً وأن ذلك أقل ما يمكن تقديمه لمن يهبون أرواحهم لإنقاذ الآخرين. وأثنى عدد من شهود العيان على تضحية رجال الدفاع المدني، وأشار المواطن عبدالله السهيمي إلى أن رجال الدفاع المدني اندفعوا إلى داخل المبنى ما علموا بوجود محتجزين داخل المنزل الشعبي، وبعد وقت وجيز سمع صوت دوي هائل عم الموقع فيما غطت سحابة من الأتربة وأكوام من الحجارة المكان، واتضح أن سقف المبنى انهار على رجال الدفاع المدني الذين تم إنقاذهم ودعا السهيمي الله أن يلهم ذوي المتوفى الصبر والسلوان. وأكد الدكتور عبدالله علوش المدير المناوب في مستشفى الملك فهد العام بجدة، أن المستشفى تلقى حالتي إصابة كانت الأولى لرجل دفاع مدني (هيثم الغامدي) الذي أصيب بجرح قطعي في فروة الرأس وحروق من الدرجة الثانية وجرح قطعي بالركبة اليمنى وقد تم علاجه وغادر المستشفى بعد تحسن حالته. وقال الحالة الثانية لأحد منسوبي إدارة الطوارئ والكوارث في صحة جدة، وقد أصيب خلال عمليات الإنقاذ للمحتجزين من الدفاع المدني وأصيب بسحجات في الذراع اليسرى والركبة اليسرى وقد تلقى العلاج وغادر. إدارة الهلال الأحمر في جدة، بدورها، أكدت علاج أربع حالات إصابة طفيفة في مسرح الحادثة كانت أغلبها عبارة عن أكسجين وحروق بسيطة ولم يستدعي نقلها إلى المستشفيات. باشر الحادث ميدانيا مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء جميل أربعين ومدير إدارة الدفاع المدني العميد تركي الحارثي في ما شرع فريق التحقيق في مهام الكشف عن مسببات الحريق، حيث يترأس فريق التحقيق العقيد سعود الشنبري رئيس قسم التحقيقات. معلومات أولية حصلت عليها «عكاظ» أكدت أن المنزل شعبي غير نظامي وغير مرخص وأقيم بطريقة عشوائية لم تكن به أعمدة خراسانية ما أسهم في سرعه انهيار سقفه بعد أن تداعت جدرانه. هذا وتابع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز أعمال الإنقاذ والإطفاء في الحادثة، فيما أجرى اتصال هاتفي بالمصاب الجندي أول هيثم الغامدي واطمأن على سلامته، كما قدم واجب العزاء لأسرة الشهيد الجندي أول عبدالله السبيعي. من جهته، رفعت المديرية العامة للدفاع المدني تعازيها لذوي الشهيد السبيعي.