تتلاشى الرومانسية التي كانت تميز حي "الزاهر" كلما توغلنا في شوارعه وسبرنا غوره، وعلى الرغم من أن اسمه يعني "المشرق" والحسن من اللون، إلا أن ما يحدث في الحي لا يمت للإشراق والجمال بصلة، بعد أن انتشرت النفايات في أروقته، وحول عدد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة أجزاء من الحي إلى ورش لإصلاح السيارات في الهواء الطلق، فضلا عن زحف المستنقعات على مساحات واسعة منه وتحولها إلى بؤر للأبئة والحشرات. ويتمنى الأهالي في الزاهر من الجهات المختصة الاهتمام بحيهم وتزويده بالخدمات التنموية، التي تجاوزتهم منذ 20 عاما، وتسببت في رحيل كثير منهم إلى أحياء أخرى تنعم بالحد الأدني من المشاريع الأساسية. وأكد عدنان اللهيبي أن الزاهر ليس له من اسمه نصيب، لأنه يغص بالظواهر السلبية منذ نحو 20 عاما، أبرزها انتشار النفايات في أروقته دون أن تجد من يزيلها لأسابيع، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل السريع لحل معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد آخر. وقال اللهيبي:" من المألوف وأنت تتجول في الزاهر أن ترى مخلفات البناء وأثاث المنازل تنتشر في شوارع الحي"، ملمحا إلى أن هذه الوضع لم يتغير في الزاهر منذ عقدين من الزمن، موضحا أن عدد من مخالفي أنظمة الإقامة دأبوا على إصلاح مركباتهم في الطرق وغسلها، ما أوجد مستنقعات تصدر للأوبئة والحشرات. بدوره، رأى علاء المحمادي أن رياح التطوير مرت على غالبية أحياء مكةالمكرمة، باستثناء حي الزاهر، مشيرا إلى أن الحي يشكو من تدني مستوى النظافة، وتهالك طرقه التي عطلت المركبات. وطالب الاهتمام بالحي وتزويده بالخدمات وإنهاء العشوائية التي تسيطر عليه منذ زمن، ملمحا إلى أن عدد كبير من السكان قرروا الرحيل منه، بحثت عن أحياء تتمتع بالحد الأدنى من المشاريع التنموية. إلى ذلك، استغرب صالح الحربي ما اعتبره التجاهل الذي يعانيه الزاهر، مبينا أن المشاريع التنموية تمر في مكة دون أن تتوقف في الحي. وقال:"الزاهر من الأحياء المهمة ويعتبر البوابة الشمالية للعاصمة المقدسة، وعاش فترة طويلة على وعود المسؤولين بتطويره والارتقاء به، إلا أنه للأسف لم تر تلك الوعود النور حتى الآن، ما تسبب في رحيل غالبية السكان". واستنكر الحربي تكدس النفايات أمام مقبرة الزاهر دون وجود أدنى اعتبار لحرمة الموتى، ما تسبب في تكاثر القطط والحيوانات الضالة حولها، معربا عن استيائه من انتشار كتابات غير لائقة يسطرها المراهقون على جدرانها.