رغم أهمية موقع حي القابل جنوب غرب نجران المطل على مدينة الأخدود الأثرية الذي يعد من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة، فإن سكان الحي والأحياء المجاورة مثل الحمر، والصويقط، لم يشفع لهم أنهم جيران الأخدود، للحصول على الخدمات الضرورية، فهذه الأحياء ينقصها الكثير مثل الإنارة والسفلتة والنظافة وشبكات المياه وغيرها، إضافة إلى أن البيوت الطينية المنتشرة في القابل آيلة للسقوط، وتهدد الأهالي، إضافة إلى أنه يخشى من استخدامها كمأوى للمجهولين والمتخلفين. «عكاظ» تنقلت بين أحياء القابل، الحمر والصويقط رصدت الكثير من الملاحظات، فحي القابل الذي بدا أشبه بالواحة الخضراء حيث تنتشر فيه المزارع وأشجار النخيل، مازالت الشوارع المؤدية إلى المنازل والمزارع بلا سفلتة ولا إنارة إضافة إلى أنها ضيقة جدا ولا تتسع بالكاد لمرور سيارة، الأمر الذي يعيق تأخر فرق الإسعاف ومعدات إطفاء الحرائق، وما يقلق السكان أيضا أن البيوت الطينية القديمة أغلبها آيلة للسقوط وتهدد حياة المارة. وانتقلت «عكاظ» بعدستها إلى حيي الحمر والصويقط المجاورين لمدينة الأخدود الأثري من الجهة الغربية، اللذين بات سكانهما يرددون أن جيرة الأخدود لم تشفع لهم في جلب خدمات البلدية والمياه. وقال يحيى محمد حرسون أحد سكان حي الصويقط الذي رافقنا في الجولة، إن الخدمات تمر على حيهم مرور الكرام، مشيرا إلى أن المديرية العامة للمياه في المنطقة حفرت لتمديدات مشروع أنابيب المياه لتوصيلها إلى حيي الحمر ورير، من أمام منازلنا وتركتنا دون أن نحظى بأي نصيب من هذه الخدمة، وانتقد مشروع تصريف السيول المنحدرة من جبال حي رير على حيهم واصفاً المشروع بالفاشل. ورصدنا خلال الجولة في حيي الحمر الشرقي والغربي محرقة للنفايات داخل حرم مدينة الأخدود الأثرية، ما يعني غياب الجهات المعنية عن المراقبة والمتابعة رغم أهمية هذا الموقع الأثري والتاريخي. كما وقفنا على مركز الراعية الأولية في حي الحمر حيث المبنى مستأجر من العام 1406 ه والطريق إليه ضيق جدا. وقال حرسون إن الحي عرضة لخطر السيول التي تداهمه من جبال سقام، وما يزيد من خطورة الأمر أنه يفتقد إلى مشروع تصريف السيول رغم اعتماده منذ أكثر من عام، إلا أن أمانة نجران لم تنفذه حتى الآن، مؤكداً أن الأحياء الثلاثة تفتقد إلى الخدمات البلدية المتمثلة في النظافة والرش لمكافحة البعوض والذباب، وكذلك تغيب مكافحة الكلاب والقطط المنتشرة داخل الاحياء. وأبدى شديد الأسف لنقص الخدمات في حي القابل رغم أنه يحيط بمدينة الاخدود الاثرية وايضاً منتزه الملك فهد في غابة سقام والذي يعد أكبر منتزه في الشرق الاوسط، إلا أن موقع هذا الحي لم يشفع له للحصول على الخدمات الملحة للأهالي. رصد الاحتياجات «عكاظ» حملت مشاهداتها ومعاناة الأهالي إلى رئيس بلدية أمانة منطقة نجران زيد بن علي شويل، الذي طمأنهم إلى أن حي القابل والاحياء المجاورة الجربة، رير، الصويقط، حي الحمر الشرقي والغربي، وحي القعصوم، ستكون المحطة المقبلة لفريق الرصد المشكل الذي تقوده إمارة المنطقة ويضم الادارات الخدمية والامنية، لرصد الاحتياجات ومتابعة المشروعات وازالة العوائق من أمامها، مشيراً إلى أنها مستهدفة بالمشاريع الخدمية الآن بحكم الدور المستحق لها لا بحكم موقعها قرب مدينة الأخدود التاريخية.