مع أن قضية هؤلاء الخونة الستة عشر الذين تجسسوا على وطنهم.. وتبعوا إيرانيا ولبنانيا في أكبر وأخطر عملية تجسسية لصالح إيران التي لم يسمها البيان الرسمي.. مع أن هذه القضية ستأخذ طريقها إلى القضاء.. كما هي طبيعة هذه البلاد ونظامها الإسلامي.. وأن القضاء هو الذي سيحدد مسؤولية كل فرد منهم في ارتكاب هذا الجرم ..إلا أن أيا منا نحن أبناء هذا الوطن نشعر – في هذه اللحظة – بالغضب الشديد تجاه هؤلاء المجرمين.. من القتلة والمتآمرين على وطن لا يستحقون الانتماء له.. أو الحياة فيه.. بل لا يستحقون الحياة على ظهر هذا الوجود أساسا. ومع أن التجسس حالة مرضية خطيرة وقميئة ولا يخلو منها بلد .. إلا أن هذه البلاد .. وإنسان هذه البلاد لم يعهدوا أن يكون فيهم خائن لأقدس الأوطان وأطهرها. ولذلك أقول: إن هذا البلد النظيف النظيف.. لا يحتمل أن يرى أحدا من أبنائه صنيعة لدولة أجنبية أو لحزب مؤدلج أو لتوجه من التوجهات أيا كانت الدوافع والمبررات. وإذا وجد في الغد من يدافع عن هؤلاء القتلة والخونة أو أن يبرر أعمالهم فإنه لا يقل خيانة عنهم وأن هذا الوطن «النظيف» الذي يقبلون خيانته.. أو يتغاضون عنها أو يدافعون عن مرتكبيها لا يقلون خيانة عنهم أيضا.. وأنا شخصيا لا أتصور أن هناك مواطنا صالحا لم يستفزه البيان ولم يؤرقه.. ولم يشعره بألم شديد لأن يكون منا من يتجسس على وطنه بمثل هذه الصورة القذرة .. والمرفوضة تماما. نتألم ليس لأن دولة إسلامية تتجسس علينا.. وليس لأن مواطنا عربيا.. ويفترض أنه إنسان مسلم قبل أن يكون إيراني التوجه والهوى.. فذلك متوقع ومنتظر منهما في أي لحظة.. لكننا نتألم من أن يضع مواطن يده في يد من يريدون الشر ببلده.. وبكل تأكيد فإن القضاء العادل سوف يخلصنا من هؤلاء الأشرار حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب خيانة مماثلة بحق هذا الوطن.. وإن كنت مطمئنا إلى أن هذا الوطن نظيف .. نظيف.. نظيف وإن استطاع الحاقدون استدراج هؤلاء الخونة لخدمة أهدافهم ومصالحهم لسبب أو لآخر.