في ظل تسارع وتيرة الحياة التي تشهد كل يوم تقدما تكنولوجيا، يعد الاستخدام السيئ للأجهزة الذكية مصدر قلق لدى البعض لا سيما الطلاب الجامعيين، وينعكس هذا سلبيا على صحتهم، فهل تجعلنا الهواتف الذكية أكثر ذكاء مقابل عزلتنا عن المجتمع، وما هو تأثيرها على الطلبة الجامعيين، وهل سيكون هناك إتقان في استخدامها بالطريقة الصحيحة. «عكاظ» رصدت بعض الآراء حول هذا الموضوع، حيث قال عميد كلية التربية بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة الدكتور منصور غوني: «الكثير من الناس لا يتقن استخدام الهواتف الذكية، ونحن في جامعة طيبة في بداية هذا الطريق نتواصل مع الطالبات أون لاين، ولكننا فعلا نحتاج إمكانات أكبر ووقتا أكثر، ويوجد بعض من أساتذة الجامعة تعتبر هذه المعلومات جديدة نوعا ما لديهم». من جانبه، يرى الدكتور بقسم جراحة العيون جامعة مرسيليا بفرنسا عبدالمنعم بن فاطم السحيمي، أنه بالنسبة للتأثيرات المصاحبة لاستخدامات الكمبيوتر لفترات طويلة، ومن ضمنها الأجهزة الذكية الحديثة، تتلخص في حدوث مجموعة من الأعراض التي يطلق عليها علميا (متلازمة الحاسوب البصرية)، وهذه المتلازمة يمكن تلخيصها في مجموعة من الأعراض: (إجهاد العين والشعور بالصداع، جفاف العين وزيادة تحسسها للضوء، عدم وضوح وازدواجية في الرؤية، آلام مصاحبة في الرقبة والكتفين). وينصح الدكتور السحيمي طلاب وطالبات الجامعات للتقليل من هذه الأعراض بالطرق التالية، أولا: اتباع قاعدة 20/20/20 وهي مناسبة لمن يتعامل مع الأجهزة الذكية لفترات طويلة، فكل 20 دقيقة انظر لمدة 20 ثانية على أي شيء يبعد عنك مسافة 20 قدما، ومع الوقت سترتاح العين ويقل الشعور بالإجهاد والصداع، ثانيا: ترميش الجفون للمحافظة على ترطيب العين، فمن المعروف أن تركيز النظر على شاشات الأجهزة الذكية أثناء التصفح وقراءة المحتوى العلمي يقلل من ترميش الجفون بمعدل 2 إلى 3 مرات أقل من الطبيعي، ما قد يتسبب في جفاف مزمن، وبالتالي فإن مراعاة ترميش العيون بشكل منتظم يقلل من أثر الجفاف الذي يستدعي استخدام قطرات الترطيب واستشارة الطبيب المختص، ثالثا: توفير الإضاءة المناسبة عند النظر إلى شاشات الأجهزة الذكية والابتعاد عن وضع الشاشة في الاتجاه المباشر لسقوط ضوء النافذة أو المصباح، رابعا: أخذ استراحة بسيطة كل 30 دقيقة لإراحة الرقبة والكتفين. وفي المقابل، أبانت نجوان رجب من مسار اللغة الإنجليزية رأيها حول فائدة الأجهزة الذكية بالنسبة للمناهج التعليمية، وأوضحت أنها تفيدها كثيرا وأولها عمل استبيانات وبحوث في مجال الدراسة، حيث إنها لا ترى أي أثر سلبي من الأجهزة الذكية على دراستها، وتشير إلى أن هذه الأجهزة لا تؤثر على فقدان التركيز وأن فوائدها أكبر بكثير من مضارها، وقالت نجوان إنها لا ترى أي مضار من الأجهزة الذكية على الطالبة الجامعية. وتشاركها الرأي نداء خواجة من كلية نظم المعلومات الإدارية والمالية بأن الأجهزة الذكية تفيدها في دراستها كطالبة جامعية، أما إيمان برادة من قسم الكيمياء التطبيقية فتعتبر الأجهزة الذكية مهمة جدا؛ لأن التعليم بالمجمل يعتمد حاليا بشكل أساسي على التكنولوجيا، لذلك فإنها تسهل علي إيجاد المعلومة بسرعه فائقة، ففي كل مكان وزمان تصلك المعلومة التي تريدها، وعن التأثير السلبي على تفكير الطالبة الجامعية من الأجهزة الذكية قالت برادة: الإنترنت وتوابعه عالم مليء بالمعلومات، منها الكثير الممتع والمفيد ومنها السيئ، لكن بالعكس كطالبة جامعية أرى أن الأجهزة الذكية وسعت مدارك وأفق تفكير الكثيرين علميا وثقافيا واجتماعيا.