مازالت ذاكرة أهالي تيماء تستعيد فاجعة سقوط عدد من الشباب في حفرة عميقة ممتلئة بمياه الأمطار، وما يجعل هذه الذكرى لا تغادر الأذهان أن الحفرة «المصيدة» أحدثتها شركة للمقاولات أثناء عملها لأخذ البطحاء المستخدمة في البناء، ونجد أن سيناريو الحفر العميقة منتشرة في الفضاء الممتد خارج تيماء، وهي مصائد تتربص بالمتنزهين من عشاق الصحراء والمناطق البرية الذين يبحثون عن الهدوء بعيدا عن روتين المدن وضجيجها. وأجمع عدد من الأهالي على أن هذه الحفر تمتد من النقرة مرورا بالحيران وعردة على طريق تيماء المدينة، موضحين أن أعماق بعض الحفر تصل إلى نحو ثمانية أمتار وبطول كيلومترين، حيث إنها تفتح أفواهها العميقة في انتظار المنتزهين. وفي هذا السياق، قال معزي العنزي: «جميع أهالي تيماء يستغربون من تدمير الطبيعة وتشويه جمالية المنطقة، من خلال حفر أحدثها بعض المقاولين وذلك بنقل كميات هائلة من الرمال والبطحاء طوال اليوم، وبيعها بمبالغ كبيرة ومغرية لأصحاب المباني والإنشاءات الخرسانية». فيما ناشد كل من عبدالعزيز العنزي وبندر الفقيري الجهات المعنية لوضع سياج يحيط بالمناطق المكشوفة والقضاء على تلك الظاهرة التي تتزايد يوما بعد يوم. ومعاقبة العابثين والمخالفين أصحاب تلك المعدات الثقيلة والشاحنات التابعة لشركات المقاولات العاملة بالموقع، مشيرين إلى أنها تركت حفريات دون ردمها، مما يهدد سلامة الأهالي القاصدين تلك الأماكن من أجل النزهة، والتي تعتبر متنفسا لهم أثناء هطول الأمطار. بدوره، أكد المواطن معوض أن المنطقة تواجه الكثير من التعديات على عذرية وجمال وطبيعة الأرض في ظل جشع المقاولين لكسب المال بأي طريقة كانت. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية تيماء المهندس سعود هريسان العنزي بأن البلدية وجهت لجنة التعديات بإيقاف العمل في هذه المناطق المكشوفة وتحرير مخالفات ضد الشركات التي لا تتقيذ باشتراطات السلامة، مع إلزامها بوضع عقم ترابي مؤقت كخطوة أولى، وإلزامهم بوضع شبك يحيط بالمناطق المكشوفة، وسيتم العمل على تأجير الموقع. وأضاف أن البلدية دعت أصحاب الشركات بعدم التعمق في الحفر حتى لا تصبح الحفر مصائد للموت تصطاد الباحثين عن الهدوء في الصحراء.