أقام فرع جمعية الثقافة والفنون حفلا تكريميا لأعمال الموسيقار الراحل عمر كدرس، وكانت الأمسية ذات حضور ملفت، يثبت أن للكدرس ألقا لا يخبو، ومرور الأيام لم تزده إلا بريقا ولمعانا.. بدأ الحفل بتقديم الإذاعي محمد الراعي ومقدمة طويلة تجاوزت العشرين دقيقة، تبعتها كلمة جمعية الثقافة والفنون ألقاها مديرها عبدالله التعزي، شكر فيها الحاضرين ورحب بهم وأثنى على ما قدمه الفنان الراحل للجمعية، ثم صعد الفنان حسن اسكندراني على خشبة المسرح وألقى كلمة ذكر فيها التصاقه بالفنانين الرواد وحظوظه بمعاصرتهم والتعاون معهم، إضافة للحصول منهم على الألحان الموقعة بأسمائهم، ويقول اسكندراني أن تلك الأعمال، وإن لم تنل حظها من الانتشار، إلا أنها تظل مصدرا لفخره واعتزازه.. ثم قدمت الفرقة الموسيقية ومعظم أفرادها من فرقة الإذاعة بقيادة عازف القانون بندر الشريف كمايسترو، تلا ذلك فيلم وثائقي استعرض فن عمر كدرس ومقتطفات من لقاءاته التلفزيونية، إضافة لمجموعة من الصور التي تحوي ذكريات مسيرة هذا الفنان العملاق، بعدها ابتدأ الحفل الغنائي الذي قدم ألحان الفنان المكرم على المسرح بأصوات عدد من الفنانين، بواقع أغنية لكل مشارك، وكان لحن «البعد طال والنوى» هو أول الألحان التي قامت الفرقة الموسيقية بتأديتها على المسرح بصوت الفنان الشاب علي عويس.. ثم غنى الفنان أنس عبدالكريم أغنية «في الطريق» من ألحان الكدرس وكلمات أحمد صادق غناه صوت الأرض طلال مداح في منتصف ستينيات القرن الماضي، يقول أنس الذي قدم أغنية في الطريق: إجمالا أنا سعيد بالمشاركة، بالذات أنها ليلة تحمل اسم موسيقار كبير مثل عمر كدرس، واختياري لأغنية في الطريق كان خلال البروفات بعد أن طلب مني «علي عويس» التنازل عن اختياري الأول لرائعة «البعد طال والنوى»، فمع أنغامها تفاعل الجميع. وبعد أغنية « في الطريق» غنى الفنان الشاب علي مشرعي اللحن الخالد لأغنية «ليلة خميس» وهي من روائع فنان العرب محمد عبده من كلمات خالد بن يزيد، ومما يذكر أن الفنان علي مشرعي فنان صاحب صوت جميل وقد أجاد في أداءه لهذه الرائعة، «إلا الشديد القوي» تم استئناف الحفل الغنائي، تكريما لألحان وأعمال الفنان الراحل عمر كدرس، وغناها الفنان نايف الزبيدي، وأغنية إلا الشديد القوي عزيزي القارئ هي من الحجازيات التي يعشقها جمهور الأغنية السعودية، وهي من كلمات الشاعر الحجازي عبدالعزيز النجيمي الذي اشتهر بالحلمنتيشيات والشعر الحجازي الشعبي ولكنه تألق حين كتب لمحمد عبده «إلا الشديد القوي يردني عنك» وأبدع عمر كدرس، ثم غنى برهان اليماني أغنية «التجارب علمتني» وهي لمحمد عمر من كلمات الخفاجي، ثم أشعل حسن حمدان المسرح بأغنية «خمس دقايق»، وهي التي كسبت تفاعلا كبيرا من الحضور، بعدها خير مقدم الحفل محمد الراعي الحضور بين أغنية وهم وأغنية يا سارية خبريني، فردد الحضور اسم أغنية «وهم» الأغنية التي تعتبر من عيون الأغاني السعودية، ويبدو أن إضافتها لم يكن مخططا لها في البروفات، فحصل ارتباك على المسرح، وتدخلات غير مدروسة، ما دفع مايسترو الفرقة بندر الشريف للوقوف على المسرح وإعلان استيائه من هذا الارتباك، واستيائه من تجاوزه كمايسترو مسؤول عن الفرقة والمادة الفنية الموسيقية المقدمة، وانسحب هو وكل أعضاء الفرقة إلى خارج المسرح، وبسبب هذا الارتباك غادرت بعض الأسماء المهمة مقر الحفل، ومنهم الملحن القدير طلال باغر، تلا ذلك صعود الفنان علي العمودي بعوده على المسرح ليؤدي أغنية «وهم» منفردا قبل أن يلحق به الإيقاعيون الذين عادوا للمسرح برجاء خاص من حسين الأهدل عضو لجنة الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون، علما بأن أغنية وهم هي من روائع كلمات فائق عبدالجليل ومن قمم أغاني محمد عبده، بعدها عاد بندر الشريف وبقية أعضاء الفرقة لأداء أغنية «يا سارية خبريني» بصوت الفنان الشاب «محمد هاشم» على إيقاع المزمار، وكانت هذه الفقرة ختاما لأمسية تكريم عمر كدرس.