يعاني عدد من أهالي منطقة جازان من مشكلة السكن ومن صعوبة الحصول على شقق تناسب أصحاب الدخل المحدود، خصوصا بعد عمليات الهدم والإزالة التي طالت عددا من الأحياء، الأمر الذي تسبب في تشريد عدد من الأسر، في ظل ارتفاع الإيجارات. ونتيجة لهذا الواقع استغلت إحدى الشركات الوضع وأنشأت هناجر سكنية في حي السويس. ورغم أنها تفتقر إلى أدنى المقومات التي تتمتع بها المساكن، أجرتها لبعض الأرامل والمطلقات والأيتام وأسر السجناء، الذين فضلوا العيش فيها على الشقق التي وصلت أسعارها إلى 3500 ريال. (عكاظ) زارت المجمع السكني ورصدت الإهمال وأكوام النفايات التي تسكن مع السكان. وأشارت إحدى الأرامل إلى أن الإيجار يتراوح ما بين 1500 و1800 ريال شهريا، وأضافت بحثنا كثيرا ولكننا لم نجد أقل من ذلك، فنحن مجبرين على الدفع والسكن في هذا المكان في ظل ارتفاع الإيجارات. من جانبها قالت الأرملة عايشة هندي المعاقة كليا إنها واجهت الكثير من المتاعب وهي تبحث عن منزل يحميها وأبناءها، ولكن نظرا لمحدودية الدخل والمقتصر على الضمان الاجتماعي الذي لا يتجاوز ال850 ريالا، اضطرت للعيش في هذا السكن المؤلف من غرفتين بإيجار 1500 ريال. أما أسرة السجين أمين سالم الحربي فقالت إنها تحتاج إلى المساعدة، خصوصا أنها ليس لديها المؤهل العلمي العالي للحصول على وظيفة تساعد بها نفسها في ظل ما تمربه من ظروف قاسية، مشيرة إلى أنه مضى على سجن زوجها سنتان ونصف، وليس لديها مكان تذهب إليه هي وشقيقاتها المطلقات سوى المكوث عند والدتهم الأرملة بين غرفتين ضيقتين وعددهم يقارب 15 فردا، يعيشون بين ضيق المكان وقلة الموارد والحاجة. من جانبه قال عبدالله يحيى إنه من ذوي الدخل المحدود ويعمل حارس أمن في إحدى الشركات براتب 1200 ريال. وأوضح أنه يسكن في غرفة واحدة بوجود خمسة أولاد وأمهم بإيجار 1000 ريال، فيما أشار عبده إبراهيم إلى أن لديه سبعة أطفال ينامون في اربعة أسرة في غرفة واحدة ودخله الشهري لا يتجاوز 1500 ريال، أما السبعيني آدم حامد فرج فقال إنه بعدما هدم بيته لم يجد منزلا يذهب إليه سوى هذه الهناجر الضيقة. وأضاف: أسكن في غرفتين مع ابني وزوجته وأطفالي البالغ عددهم 15 فردا. (عكاظ) سألت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير محمد بن ناصر للإسكان الخيري في حي السويس الشيخ علي المنقري عن دور الجمعية في هذا الشأن فأكد أن الجمعية تضطلع بدورها المكمل للدور الحكومي، حيث إن الإسكان ونظرا لأهميته جعلت له الدولة وزارة خاصة. وأضاف أنه مع قلة موارد الجمعية فإنها تمكنت من إسكان أكثر من 150 أسرة، ولديها مشروع سيبدأ تنفيذه قريبا لإسكان 72 حالة، مشيرا إلى وجود حالات انتظار كثيرة. وتابع أن لدى الجمعية حلولا طويلة الأجل وهي توفير المسكن المناسب بالبناء وحلولا عاجلة وافق عليها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة رئيس مجلس إدارة الجمعية تتمثل في الاستئجار لفترة محدودة، ووعد بأن تحاول الجمعية النظر في حال الأسر المذكورة حسب إمكانياتها، مع العلم انه يوجد بعض الصعاب التي تواجه الجمعية ومنها عدم وجود مساكن مناسبة للإيجار لارتفاع الإيجارات بسبب كثرة الطلب وقلة العرض. و أكد رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) في منطقة جازان، علي زعلة حرص اللجنة على تقديم الرعاية المادية والمعنوية لأسر السجناء السعوديين، الصادرة بحقهم محكوميات طويلة. وقال: لقد حرصنا على تقديم عدة خدمات وبرامج لأسر السجناء وما زالت اللجنة تواصل نشاطها لرعاية وكفالة أسر السجناء في مختلف المجالات.