اشترط العرف الدولي والبروتوكولي في المعاملات الدولية أن ترسل الدول المساعدات والهبات والمساعدات عبر مؤسسات الدولة الأخرى، وهو تقليد سياسي معروف، وكل ما يتجاوز مؤسسة الدولة، يعتبر خارجا عن إطار العلاقات الدولية. وعلى ما يبدو فإن إيران من خلال سياساتها في المنطقة تخرج عن كل قواعد السلوك السياسي الحسن، بل لإيران أسلوب خاص في الهبات والمساعدات. وبدلا من أن ترسل ما يحتاجه اليمن من دعم مالي وغذائي، في بلد ينهش جسده الفقر، إلا أنها قررت إرسال 40 طنا من الأسلحة والمتفجرات الفتاكة لزيادة معاناته ومضاعفة صراعاته السياسية وتكريس الطائفية الهادفة إلى تحويل الشعب المضياف والكريم إلى شعب منهك ومدمر. ولكن.. في الوقت الذي يحتاج فيه اليمن إلى أدنى احتياجات المساعدات بمقدار 20 مليون دولار من سلال غذائية وغيرها من احتياجات يومية، نرى النظام الإيراني يمعن في سياسة التدخل السيئ من خلال تزويد الحوثيين بالسلاح والمتفجرات. وعند استعراض ما حملته السفينة الإيرانية التي ضبطتها السلطات اليمنية في الفترة الماضية، نجد كمية من الحقد توازي حملات السلاح، إذ حملت السفينة حوالي 73 طنا من مادة الديزل ونحو 40 طنا من الأسلحة والقذائف والمتفجرات التي شملت 133 «دبة» سعة الواحدة 20 كجم تحتوي على مسحوق مادة متفجرة (RDX) بكمية 2660 كجم، 50 صندوقا تحتوي على أكياس سعة 25 كجم بداخلها مسحوق مواد متفجرة «سوربيتول» بكمية 1250 كجم، 150 صندوقا تحتوي على أكياس سعة 20 كجم بداخلها مسحوق تفجير بوزن إجمالي 3000 كجم، أكياس تحتوي على 16716 قالب بداخله مادة متفجرة «C4» شديدة الانفجار، صناديق تحتوي على عشرين صاروخ أرض جو صناعة إيرانية، صناديق تحتوي على 18 صاروخ كاتيوشا صناعة إيرانية، 100 قاذف آر بي جي، 316 ألف طلقة آلي عيار 7.62، 12495 طلقة ذخيرة دوشكا عيار 12.7، 124080 طلقة ذخيرة تشيكي عيار 7.62. كما احتوت شحنة الأسلحة المضبوطة على 66 كاتم صوت طويل وقصير، خمسة نواظير استطلاع بعيدة المدى، خمسة نواظم مدفعية مع ركائزها، 50 ناظورا ب8 «ناظور القائد»، 10 نواظير استطلاع ليزرية صناعة إيرانية، 5 نواظير تسديد خاص بالمدفعية، 48 ناظور ليلي صناعة روسية، 90 بوصلة، 200 جهاز تفجير كهربائي، 800 صاعق لتفجير العبوات الناسفة، كمية كبيرة من مواد تجهيزات صناعة العبوات الناسفة (أجهزة تفجير مؤقت تفجير فيوزات مواصلات كابلات)، 800 كبسولة تفجير، 402 حقيبة تفجير متكاملة، بالإضافة إلى 50 منظومة تفجير «دوائر كهربائية» و200 وحدة تحكم بالتفجير عن بعد، 310 أجهزة تعريفية للمتفجرات، 132 توصيلة للأجهزة المفجرة، 186 جهازا من أجهزة التفجيرالنافذة. هذه هي المساعدات الإيرانية لليمن السعيد، الذي كادت أن تفجره حمولة السلاح الإيرانية، لولا جهد الأجهزة الأمنية التي أحبطت سفنا أخرى كانت تستعد للإبحار إلى أرض اليمن.