عانى الشعب السوري المناضل خلال العامين الماضيين أشد العذاب، وتفنن النظام الأسدي في قتل أبنائه، وسفك دماء شيوخه، وأهلك الحرث والنسل وأحرق الحجر والبشر، والعالم يتفرج على ديكتاتورية الأسد بدون أن يحرك ساكنا، شجب وتنديد وبيانات، ورفض لتسليح المعارضة وتخاذل في دعم الشعب الذي يدافع عن ثورة الكرامة لمقاومة بطش الأسد. عامان من مشاهد القتل والاغتصاب، وتدمير ماضي وحاضر ومستقبل سورية، الدولة العضوة في المنظومة العربية. قبل عامين، انطلقت ثورة الكرامة ضد نظام الطغيان وستصمد وستنتهي بإسقاط الديكتاتور الأسد؛ لأن الشعب السوري أثبت جلده وصبره بإمكاناته المتواضعة، وأكد أنه قادر على تحقيق النصر عاجلا أو آجلا. قبل عامين، بدأت ثورة الكرامة على استحياء من درعا من خلال أطفال خرجوا للشوراع وقالوا «جيناك يا دكتور»، وأصبحث الثورة الآن شعارا على كامل الأرض السورية التي ستحرر من سيطرة النظام الأسدي البغيض. بعد عامين من الثورة، تغلب الشعب على النظام الاستبدادي وأعاد روح الانتصار والكرامة وواجه بقوة من أراد كسر عنفوانه، وسلب ذاكرته. بعد عامين من الثورة، فشل النظام وشبيحته ومن يؤازوه من الخارج من كسر إرادة الشعب السوري.. وبعد عامين من الثورة، فشل النظام في زرع الخوف، والهلع عبر التشريد والقتل، والذبح وأصبح الشعب أكثر تصميما وأكثر قوة لإسقاط النظام. بعد عامين من الثورة، استنجد النظام بمحاوره الإقليمية في المنطقة لكي ينقذه من السقوط الحتمي، وفشل في تحقيق ذلك لأن الشعب المناضل كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، لمواجهة نظام قمعي همجي.. بعد عامين من الثورة.. النصر قادم والنظام ساقط لا محالة.