اليوم تكمل الثورة السورية عامها الأول بحصيلة مروعة من الدمار، فعدد القتلى تجاوز 10 آلاف، ومثلهم من الجرحى، ومئات الآلاف من المعتقلين، مدن مدمرة، بلد مشلول، لاجئون، كارثة حقيقية يعيشها الشعب السوري. عام مثقل بالأحزان والآلام للسوريين بسبب نظام استبدادي عنجهي، يعشق القتل ويتفنن في الإجرام ويصر على الإمعان في ارتكاب المجازر المروعة. النظام الدموي أنهك الشعب، ولم ينهك ثورة الكرامة، والنظام أدخل سورية في إعصار دموي، ولم يستطع ضرب وحدة الثورة؛لأن ثورة الكرامة هي ضد الدكتاتورية، وليست ثورة للفرد أو الطائفة، بل هي ثورة شعبية، وما يؤكد على ذلك هو تسميتها «بثورة الكرامة»، التي لن يتمكن النظام من قمعها أو كسرها تحت أي ظرف من الظروف. حتى ولو استمر القتل الجماعي والتدمير الكلي، لأن الكرامة كانت ولاتزال هي الهدف الأسمى للجميع. ورغم دخول أطراف خارجية، إقليمية مثل إيران ودولية مثل روسيا والصين كطرف فاعل لدعم النظام السوري؛ سياسيا وماديا، إلا أن الشعب السوري استمر في إعطاء ثورة الكرامة نفس الزخم والقوة. ورغم استمرار أنهار الدم في بابا عمرو وإدلب وحماة إلا أن عضد الثورة اشتد، ولم يضعف، وزادت رقعة الاحتجاجات وبلغت ذروتها وستستمر حتى إسقاط النظام، أو هروبه . عام مر على اندلاع ثورة الكرامة وهي الملحمة التاريخية التي صنعها أبناء سورية، والتي ستكون خالدة في الفكر والعقل والوجدان، ضد نظام انتهت صلاحيته وبقيت ديكتاتورية. لقد لفتت ثورة الكرامة أنظار العالم، وأدهشتهم وأصبحت محور اهتمامهم وتبارى الجميع في تحليل أبعاد هذه الثورة التي ألهبت حماسة الشعب السوري، ووحدت مشاعرهم وإرادتهم. قد ينجح النظام في القتل والتدمير، ولكنه يخطئ، إذا اعتقد أن من الممكن القضاء على آمال الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في إيصال ثورة الكرامة إلى هدفها الاستراتيجي وهو إسقاط النظام الدكتاتوري. وأقول لثورة الكرامة النصر قادم وبما شاهدناه في ثورة تونس عندما قالوا « إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر». وبعد السنة الأولى لثورة الكرامة سيأتي عام بعده، فيه يغاث السوريون ويعصرون.