ثمن عالمان مسلمان من القارة الأوروبية الدور الرائد الذي تقوم به حكومة المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء المعمورة، وأعربا عن اعتزازهما باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013 م، بوصفها مأزر الإيمان والعاصمة الأولى للدولة الإسلامية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مقدرين عاليا رعاية سمو ولي العهد لحفل التدشين الرسمي للمناسبة بجوار مسجد قباء أول مسجد أسس في الإسلام. الهوية الجماعية من جهته، عبر عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مملكة إسبانيا الدكتور بهيج ملا حويش عن اعتزازه بالمشاركة في هذا اللقاء الثقافي، وحضوره عدد من الفعاليات المصاحبة المناسبة، ولفت إلى أن المدينةالمنورة ليست عاصمة الثقافة اليوم، بل هي عاصمة للثقافة الإسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أوجد القيم الروحية وأوجد طرق الحياة الحقيقية وأوجد طبيعة التفكير، وجعل من الإنسان العربي المسلم مشروعا منفتحا بعقله وعلمه، وأشاد من خلال متابعته بما تشهده المملكة العربية السعودية من حراك علمي وثقافي مرموق، لافتا إلى أن المملكة اليوم من حيث عدد خريجيها وعدد الطلبة المنتشرين في العالم وعدد الجامعات التي تنتشر فيها أعطت للثقافة والعلم مجالا كبيرا في تفكير القائمين على هذا الوطن، لافتا إلى أن الثقافة ليست مجرد عادات وتقاليد مجتمعية أو فردية، إنما هي جزء من الشخصية والهوية الجماعية تكملها منظومة القيم والمنظومة الروحية والمنظومة الأخلاقية، ويكملها العقل البشري وانفتاحه على العالم. واعتبر حويش أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية هو انفتاح ثقافي للمملكة، وللمدينة المنورة تحديدا، على العالم الذي سيرى من خلاله ما جرى من تقدم وما جرى من إصلاح في هذه الفترة البسيطة من عمر المملكة. وأضاف أن المملكة في زمن التكوين الدولي دولة حديثة، لكن خطاها كانت سريعة وإنتاجها إنتاج راقٍ وأصبح الشباب السعودي اليوم من صانعي الثقافة وصانعي الفكر الذي هو جزء من الهوية الثقافية. وأكد أن هذه المناسبة تشكل نقلة نوعية في حياة المملكة وفي حياة المسلمين جميعا؛ لكي يتعرفوا على ما جرى في هذا البلد ثم ينقلوا لشعوبهم هذه السمات الثقافية، مبينا أن الثقافة هي إثراء لمجموعة ثقافات أو ما يسمى التثاقف الذي هو بحمد الله متوفر في المملكة التي تأخذ خيرة مما أنتجه العقل البشري من تقدم وابتكار، وتعطي للبشر خيرة ما ينتجه الفكر السعودي من إبداعات ومن ابتكارات ومن آراء فكرية جريئة، متطرقا كذلك إلى الحجم الكبير من المؤلفات والكتب في مختلف المجالات العلمية التي تطبع في المملكة، إضافة إلى عدد الصحف المطبوعة التي تدل على أن الإنتاج الثقافي في المملكة بخير كثير. تعزيز الروابط الأخوية وأكد مفتي جمهورية كوسوفو الإسلامية الشيخ نعيم ترنافا أن اجتماع علماء وشخصيات إسلامية بارزة من مختلف دول العالم الإسلامي في المدينةالمنورة، هذه الأيام، يمثل فرصة للالتقاء وتبادل الرؤى والأفكار وتعزيز الروابط الأخوية التي تجمع المسلمين من مختلف دول العالم. وقال على هامش حضوره افتتاح فعاليات المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م: «إن هذه المناسبة فرصة للجلوس مع إخواننا من جميع أنحاء العالم لنتحدث بيننا ونتباحث حول أوضاع المسلمين في مختلف الدول الإسلامية»، مقدما الشكر الجزيل لمنظمي هذه المناسبة على ما بذلوه من جهد كبير لعقد هذا الملتقى الإسلامي الكبير في العاصمة الإسلامية الأولى، ونوه مفتي جمهورية كوسوفو بالدعم الذي تقدمه حكومة المملكة إلى عموم المسلمين في مختلف دول العالم الإسلامي، وفي جمهورية كوسوفو تحديدا، وقال: «باسم المشيخة الإسلامية في كوسوفو وباسم شعب كوسوفو، أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والشعب السعودي الشقيق، على ما قدم من مساعدات لشعب كوسوفو وللشعوب في مختلف دول العالم، وأنا فخور جدا بأن أتيحت لي الفرصة لأن أشارك في مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، وأجدها فرصة لأبارك للجميع وللشعب السعودي الشقيق على هذه المناسبة».