أكثر من 60 ألف طالب يمثلون أكثر من 200 جنسية وإقليم، وبنسبة 85% من مجموع طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة التي تمثل نسبة الطلاب السعوديين فيها 15%، تعرف ضيوف " مناسبة المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013" على نشاطاتهم وفعالياتهم، خلال زيارتهم للجامعة ضمن برنامج استقبال وزيارات نظمتها الأمانة العامة للمناسبة أول من أمس. وكان في استقبال الوفد بقاعة المدينة التاريخية بالجامعة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور إبراهيم بن علي العبيد، ووكيل الجامعة الدكتور أحمد بن عبدالله كاتب، ووكيل الجامعة للتطوير الدكتور محمود بن عبدالرحمن قدح، وخلال اللقاء قدم العبيد للوفد نبذةً عن الجامعة ورسالتها وأهدافها، وأوضح أن الجامعة تحمل رسالة تعليم أبناء المسلمين حول العالم، حيث تقدِّم منحاً دراسية للطلاب من شتى أنحاء العالم. وأشار العبيد إلى أن عدد خريجي الجامعة من مختلف المراحل الدراسية، منوها باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، مؤكداً أن المدينة كانت ولا تزال عاصمة الإسلام العلمية منذ فجر الرسالة الإسلامية. وأعرب عددٌ من الضيوف ممن درسوا في الجامعة وتخرجوا فيها عن شكرهم لهذه الجامعة التي أسهمت في تكوينهم العلمي والثقافي، مقدِّمين شكرهم للمملكة العربية السعودية على جهودها في إنشاء الجامعة والاهتمام بها. إلى ذلك أعرب عالمان مسلمان من القارة الأوروبية عن تقديرهما واعتزازهما باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013 ، بوصفها مأرز الإيمان، والعاصمة الأولى للدولة الإسلامية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وأكد مفتي جمهورية كوسوفو الإسلامية الشيخ نعيم ترنافا أن اجتماع علماء وشخصيات إسلامية بارزة من مختلف دول العالم الإسلامي في المدينةالمنورة هذه الأيام يمثل فرصة للالتقاء وتبادل الرؤى والأفكار وتعزيز الروابط الأخوية التي تجمع المسلمين من مختلف دول العالم. وقال الشيخ نعيم ترنافا الذي حضر افتتاح فعاليات "المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م " إن هذه المناسبة فرصة للجلوس مع إخواننا من جميع أنحاء العالم لنتحدث ونتباحث حول أوضاع المسلمين في مختلف الدول الإسلامية"، مقدما الشكر الجزيل لمنظمي هذه المناسبة على ما بذلوه من جهد كبير لعقد هذا الملتقى الإسلامي الكبير في العاصمة الإسلامية الأولى، فيما اعتبر الدكتور بهيج حويش أن هذا اللقاء الثقافي اختيار "المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية" هو انفتاح ثقافي للمملكة العربية السعودية، وللمدينة المنورة تحديداً على العالم الذي سيرى من خلاله ما جرى من تقدم وما جرى من إصلاح في هذه الفترة البسيطة من عمر المملكة. وأضاف أن المملكة في زمن التكوين الدولي دولة حديثة، لكن خطاها كانت سريعة، وإنتاجها إنتاج راق، وأصبح الشباب السعودي اليوم من صانعي الثقافة، وصانعي الفكر الذي هو جزء من الهوية الثقافية. وأكد أن هذه المناسبة تشكل نقلة نوعية في حياة المملكة، وفي حياة المسلمين جميعاً لكي يتعرفوا على ما جرى في هذا البلد ثم ينقلوا لشعوبهم هذه السمات الثقافية، مبيناً أن الثقافة هي إثراء لمجموعة ثقافات أو ما يسمى التثاقف، الذي هو، بحمد الله، متوفر في المملكة التي تأخذ خيرة ما أنتجه العقل البشري من تقدم وابتكار، وتعطي للبشر خيرة ما ينتجه الفكر السعودي من إبداعات ومن ابتكارات ومن آراء فكرية جريئة، متطرقا كذلك إلى الحجم الكبير من المؤلفات والكتب في مختلف المجالات العلمية التي تطبع في المملكة، إضافة إلى عدد الصحف المطبوعة التي تدل على أن الإنتاج الثقافي في المملكة بخير كثير. وشمل البرنامج زيارة الوفد مقر هيئة تطوير المدينةالمنورة عبر جولة اطلعوا خلالها على مجسمات لعدد من المشاريع الجاري تنفيذها. وبين الأمين العام للهيئة المهندس محمد بن مدني العلي في كلمة له ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من عناية بالمدينتين المقدستين، ومن صور ذلك الاهتمام أمره الكريم بتنفيذ أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، والتي تأتي امتداداً لحرصه وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، والتي كان آخرها تنفيذ أكبر توسعة كذلك في تاريخ المسجد الحرام بمكة المكرمة، خدمة للحجاج والمعتمرين والزوار. وشاهد الحضورعرضا مرئيا للتصور المستقبلي للمدينة المنورة بعد اكتمال المشاريع المقررة، فيما أجاب الأمين العام للهيئة على تساؤلات الضيوف. وفي موقع سيد الشهداء وقف الضيوف على آثاره واستعادوا أحداث موقعة أحد، كما زاروا مسجد القبلتين ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وشاهدوا خطوط إنتاج المصحف الشريف ومراحل طباعته إلى عدة لغات. وتخلل برنامج الضيوف زيارة لجامعة طيبة، وكان في استقبالهم مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع.