يضع أهالى المبتعثين السعوديين في لبنان أيدهم على قلوبهم خوفا من حدوث مكروه لأبنائهم، وذلك بعد أن احتل الوضع الأمني المتقلب المرتبة الأولى في هواجسهم، كما أنه يحاصر تحركاتهم ويمنعهم في كثير من الأحيان من الحضور إلى الجامعات، سيما بعد ان دعت سفارة المملكة في بيروت الأسبوع الماضي المواطنين لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والحد من التحركات قدر الإمكان، نظرا للمستجدات الأمنية الطارئة، التي يشهدها لبنان في أكثر من مدينة. وكشف ل«عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري عن خطة أعدتها سفارة المملكة لإجلاء الرعايا والسياح السعوديين من لبنان عند الطوارئ والأزمات، بحسب ما تدعو الحاجة إليه، باعتبار نتائج مراقبة السفارة للوضع العام، وما تخرج به من مؤشرات من وراء تواصلها مع الجهات المعنية اللبنانية، والتي يأتي في مقدمتها وزارة الداخلية. وأكد السفير عسيري أن السفارة تبذل كل ما في وسعها من أجل تحقيق السلامة والأمن للمواطنين، موضحا جاهزية فريق الطوارئ لاستقبال اتصالات السعوديين على مدار الساعة، واتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بسلامتهم وحفظ أمنهم، بجانب إشعارهم مسبقا عبر رسائل الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني، وفقا لقاعدة البيانات المتوفرة لدى السفارة والملحقية عن جميع السعوديين الطلاب والمقيمين هناك. «عكاظ» عايشت مخاوف الطلاب السعوديين في لبنان ورصدتها.. فبداية اعتبرت الطالبة السعودية دانيا غزاوي (سنة رابعة – كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية)، أن الأوضاع الأمنية المتقلبة في لبنان هي أكثر الأمور إزعاجا في هذا البلد الشقيق، لأن كل تركيزهم يجب أن يكون على دراستهم، ولكن تأزم الأوضاع في بعض الأحيان قد يؤدي إلى قطع طرقات وعمليات خطف، وعلى الرغم من أننا أصبحنا ملمين ومتابعين لبعض جوانب السياسة والواقع الأمني في لبنان، ولكن لا نستطيع الخروج من منازلنا في ظل هذه الأوضاع المتقلبة. وعن متابعة الملحقية لشؤونهم في كافة الأمور الأمنية والحياتية والعلمية قالت دانيا: سفارة المملكة والملحقية الثقافية على تواصل دائم مع الطلاب، كما انها إستحدثت خدمات الرسائل القصيرة ليشاركونا بكافة الامور ويدعونا إلى النشاطات والندوات الثقافية واجتماعية ومهرجانات، كذلك الرسائل التحذيرية خوفا على سلامتنا. من جهته قال الطالب مالك منجد (سنة رابعة إدارة أعمال في الجامعة الامريكيةببيروت): أثناء زيارتي لعائلتي في الرياض قبل أشهر سمعنا في إحدى نشرات الاخبار أن مجموعة في بيروت تهدد بخطف سعوديين وخليجيين في لبنان، فانتاب القلق عائلتي وطلبوا مني البقاء في الرياض ريثما تهدأ الامور، إلا أنني اتصل بالمحلقية السعودية وبالسفارة واعلموني أن بإمكاني المجيء وعلي ان التزم بكافة التدابير التي تصل على جوالي، وأن أبقى على مقربة من الجامعة ومن مكان سكني. وختم: بالفعل هذا ما نقوم به هذه الفترة تحديدا فنحن مسؤولون ايضا عن سلامتنا ويجب أن نكون على قدر المسؤولية التي منحنا أياها ذوونا والسفارة، ويجب ألا نثير قلقهم وأن نلتفت إلى دراستنا خاصة ونحن في مرحلة التخرج حتى نعود إلى أوطاننا بسلامة الله وأمنه.