تمكن طالب في المرحلة المتوسطة من اختراع وصلة حلقية للأنابيب البلاستيكية، تحل مشكلة أعطال الأنابيب المدفونة أو المثبتة داخل الجدران دون الحاجة إلى تحريك أو رفع الأنبوب. حسين محمد الديك آل منصور، الطالب في متوسطة الجزيرة بمنطقة نجران، كشف ل«عكاظ» تفاصيل الاختراع، مبينا أن عطلا في الأنابيب المدفونة تحت بلاط منزل أسرته قاده للاختراع وجعله يفكر في حلول ناجعة للمشكلة. آل منصور الذي يستعد لخوض المرحلة النهائية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» 2013، بعد فوزه في المرحلتين الأولى والثانية، أوضح أن دراسة ميدانية تم تطبيقها على عينة من المدن بالتعاون مع مكتب العمل أثبتت أن ذلك الاختراع سيحمي الاقتصاد من خسائر تقدر ب«ملياري ريال». ما هي طبيعة الاختراع الذي توصلت إليه؟ الاختراع الذي توصلت له، عبارة عن وصلة حلقية للأنابيب البلاستيكية تحل مشكلة أعطال الأنابيب المدفونة أو المثبتة داخل الجدران. قناعة تامة كيف ترى حاجة السوق لمثل ذلك الاختراع؟ كنت على قناعة تامة بأن سوق العمل يحتاج لاختراع يحل المشاكل التي تسبب عمليات الحفر والتكسير خلال صيانة أعطال الأنابيب المدفونة أو المثبتة داخل الجدران نتيجة للحاجه الى تحريك الأنبوب عن استقامته عند تركيب الوصلات المتوفرة في الأسواق حاليا، وهذا يؤدي إلى زيادة في عمليات الحفر والتكسير ويعرض الأنابيب لخطر الكسر، مما يسبب خسائر مالية إضافية على الأفراد والمؤسسات. تقليل الخسائر ما هو الحل الذي توصلت إليه لمعالجة تلك المشكلة؟ تمكنت من اختراع وصلة لا تحتاج عند تركيبها إلى رفع الأنبوب عن استقامته ولا تحتاج أيضا إلى زيادة في عمليات الحفر والتكسير مما يؤدي إلى تقليل الخسائر المالية. نظرية سكامبر هل لك أن تشرح لنا فكرة الاختراع بالتفصيل؟ تتمثل الفكرة في التعديل على منتجات قائمة موجودة في السوق المحلي، حسب نظرية سكامبر، وقد أدت تلك التعديلات الى ابتكار وصلة حلقية تتكون من عدة حلقات يمكن تركيبها بكل يسر وسهولة وذلك بقص الجزء المتعطل من الأنبوب واستبداله بقطعة جديدة يتم دمجها مع الوصلة الحلقية المبتكرة مما يؤدي الى وصلة انضباطية سريعة التركيب وسهلة الصيانة وقليلة التكاليف لا تحتاج الى زيادة في عمليات الحفر والتكسير الجائرة التي تسبب خسائر كبيرة وتشوه المنظر العام وتؤدي إلى تلوث البيئة بمخلفات التكسير. الشرارة الأولى ما هي الشرارة الأولى التي حفزتك إلى الاختراع؟ الشرارة الأولى بدأت عندما تعطل أنبوب تحت فناء منزلنا ما دفع فني التركيب إلى تكسير ما يقارب «4 أمتار» في أرضيات البلاط، حيث سبب ذلك خسائر مالية زادت عن 1500 ريال وتشويه منظر الفناء بشكل غير مقبول، مما دعاني إلى التفكير في الحل. ما الفرق بين الوصلات الموجودة في الأسواق والوصلة التي ابتكرتها؟ عملت تجارب ميدانية للبحث في الفرق بين الوصلات الموجودة في الأسواق والوصلة المبتكرة فثبت بالتجربة أن مسافة الحفر والتكسير لأنبوب 1.5 بوصة على عمق 30 سم تقريبا عند تركيب الوصلات المتوفرة في الأسواق بلغت 360 سم. أما مسافة الحفر والتكسير لنفس الأنبوب عند تركيب الوصلة المبتكرة فقد بلغت 65 سم وتختلف مسافة الحفر والتكسير باختلاف قطر الأنبوب وعمقه ما يعطي صورة واضحة على أن الوصلة المبتكرة يمكن ان تقلل ما يقارب 90% من الخسائر التي تتسبب بها الوصلات المتوفرة في الأسواق، كما أن الخسائر تختلف باختلاف الموقع. ما هي المعايير التي اعتمدت عليها في تقدير الخسائر السنوية للاقتصاد الوطني؟ أخذت عينات من مناطق المملكة وتم حساب الخسائر السنوية لمنطقة نجران عن طريق الإحصائيات التي تم تزويدنا بها من مكتب العمل، والتي كشفت عن وجود (3944 سباكا)، كما تمت تعبئة استبانات لعدد 25 سباكا تم أخذ آرائهم حول المشكلة وطريقة معالجتها، فكانت نتائج الاستبانات تدل على أن عدد الأعطال للأنابيب المدفونة أو المثبتة داخل الجدران خلال عام كامل في منطقة نجران بلغ 424058 عطلا وأن متوسط تكلفة العطل الواحد لكل فني 912 ريالا، وعليه فإن الخسائر السنوية لمنطقة نجران نتيجة تركيب الوصلات المتوفرة في الأسواق هي 363363504 ريالات وبناء على هذه العينة قياسا بعدد مناطق المملكة البالغ 13، تم تقدير ان الاقتصاد الوطني قد يخسر جراء تركيب هذه الوصلات ما يقارب «ملياري ريال» كحد أدنى تحول إلى الخارج، كون العمالة التي تعمل في هذا المجال أجنبية، مع أن الرقم قد يزيد عن ذلك بكثير. توثيق الاختراع هل وثقت هذا الاختراع رسميا؟ نعم تم توثيقه رسميا وحصلت على نسخة مصدقة من طلب براءة الاختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. كيف سيتم تسويق الاختراع تمهيدا للاستفادة منه مستقبلا في السوق السعودي؟ تلقيت عرضين من شركتين تعملان في المجال نفسه، وستتم دراسة العرضين والعروض الجديدة الأخرى بعد انتهائي من خوض المرحلة النهائية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» 2013، التي تقام الأسبوع المقبل في الرياض. كلمة أخيرة. أتقدم بخالص الشكر لوالدي وجميع أسرتي على الدعم المالي والمعنوي والعلمي، كما أشكر الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران، ممثلة في المدير العام ناصر بن سليمان المنيع، على الدعم المستمر للبرامج والفعاليات التي ساعدت الطلاب على نشر ثقافة الإبداع والابتكار في المنطقة، وأشكر إدارة الموهوبين على رعايتها لي على مدى ثلاث سنوات ورعايتها لبراءة الاختراع، كما أشكر إدارة النشاط الطلابي والمعهد الصناعي الثانوي ومكتب العمل على تقديم الإحصائيات والمساعدات التي أسهمت في الخروج بهذا الاختراع.