يمتد الزحام عند الإشارة الضوئية على طريق الملك عبدالله، في اتجاه شارع عبدالقدوس الأنصاري المؤدي لجامعة الملك عبدالعزيز من بوابتها الشمالية، إلى درجة يصعب معها تجاوز الطريق في دقائق معدودات، خاصة أوقات الذروة لكن العابر لهذا الزحام لا يلبث أن يفقد أعصابه إذ يتحول الزحام أمام التقاطع المحكم بالإشارة الضوئية إلى فوضى عارمة، خاصة أن غالبية من يقف بهذا التقاطع لا يلتزم بألوان الإشارة الضوئية، فتجد من يجب عليه الوقوف لوجود الضوء الأحمر يصارع ويتحدى من أجل المرور من التقاطع ليبدأ مسلسل الاختناقات والاحتقان المروري بين السيارات التي يسمح لها بالعبور نظاما حسب الإشارة الضوئية وبين المخالفين وقاطعي الإشارة. «عكاظ» رصدت الفوضى وقت الظهيرة وتحديدا الساعة الثانية عشرة والنصف، والتي تستمر للساعة الرابعة عصرا دون وجود ما يفسر المشكلة سوى سيارات خاصة لمشروع إزالة الجسر، والتي تزيد الطين بلة بمزاحمتها للمركبات المستخدمة للطريق والتقاطع تحديدا وكذلك السباب الذي يوجهه بعض أصحاب المركبات لبعضهم البعض. ويلقي بعض العابرين باللوم على الجهات المختصة لغياب تركيب كاميرات المراقبة المرورية (ساهر) حسبما يقول كل من يوسف الحربي وعبدالله الصبحي ووائل المنتشري، مؤكدين «نحن نعاني منذ عدة أشهر من هذه الفوضى في التقاطع، حيث يقطع كثير من أصحاب المركبات الإشارة الحمراء أو التحايل عليها، وذلك بعدم التوقف عندها حيث يكملون سيرهم بالاتجاه الآخر ليبدأ مسلسل التلاحم بين المركبات والتوقف التام للحركة مما يقفد الإنسان أعصابه ومما يكون سببا للتشاجر والتقاذف بالعبارات السيئة»، مطالبين إدارة المرور أو من يخصه الأمر بتركيب كاميرات المراقبة. ويضيف علي الغامدي من سكان حي السليمانية «رغم حاجتي للمرور بالتقاطع مع طريق ولي العهد للوصول لمقر عملي الذي يبدأ الثانية عشرة والنصف ظهرا إلا أنني تجنبت المرور بالتقاطع لكوني على علم بما يحصل فيه من تعطل للحركة تستمر للخامسة مساء في أغلب الأيام، فأضطر لسلوك طريق أبعد بكثير من هذا التقاطع، ولكنني على يقين بأني سأصل إلى مقر عملي بفارق زمني كبير على الأقل لمن يسلكه». أما المقيم محمود وهو قائد مركبة خاصة بإحدى الشركات فيقول لا تصدق عيناك ما يحدث في هذا التقاطع من فوضى دون أن يحكمها أحد سوى فرض القوة بمنبه السيارة والصياح من قبل قائد المركبة الذي يجبر الذي أمامه بالابتعاد ولو كانت له أفضلية الحركة. وتعلق كل من مها وسلوى وهما طالبتان بإحدى الكليات بجامعة المؤسس على الزحام في الموقع، بأنهما تصلان متأخرتين يوميا عن المحاضرات بسبب هذا التقاطع «يستغرق عبور التقاطع قرابة النصف ساعة وهذا حاصل بلا مبالغة»، وطالبتا الجهات المعنية بوقف ما أسمتاه بالفوضى المفتعلة من قائدي المركبات. وبين أن توجيهات مدير المرور بجدة اللواء محمد حسن القحطاني للدوريات بفك الاختناقات ومراقبة الطرق مستمرة على مدار الساعة دون توقف وأن رجال المرور على أهبة الاستعداد لأي بلاغ يتلقونه على مدار الساعة. تواجد مروري أوضح الناطق الإعلامي بمرور جدة المقدم زيد آل هاشم الحمزي أن دوريات المرور متواجدة في جميع التقاطعات وفي أعلى جسر الملك على مدار الساعة، أما بالنسبة للتقاطع الذي يقع قبل بداية الجسر فالدوريات تراقبه أيضا وتفك الاختناقات الناتجة عن تجاوزات بعض قائدي المركبات وتحرر المخالفات لهم وتحتجز المركبات في حال جسامة المخالفة، متعهدا بتكثيف الدوريات وتخصيص دورية للتقاطع موصيا قائدي المركبات بالالتزام بالنظام وعدم ارتكاب المخالفات التي ستكون نتائجها سلبية عليهم كما أنها تهدد حياتهم وتحدث الإعاقات لا سمح الله.