نفى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع صحة ما يتداوله البعض عن وجود توجه لدى الهيئة بتحويل القناة الثقافية إلى قناة رياضية. وقال في تصريح خاص ل «عكاظ» إن مثل هذا التوجه لا يتفق على الإطلاق مع تطلعات الهيئة ولا خططها المستقبلية، مشيرا إلى أنه لا يمكن تعطيل قناة متخصصة في الشأن الثقافي أو تغيير هويتها إلى أي تخصصات أخرى، مذكرا بأن لدى الهيئة 6 قنوات رياضية تلبي كافة الاحتياجات. من جهة أخرى، انتقد عدد من المثقفين أداء القناة وعدم فعاليتها في الحراك الثقافي. وفي هذا الصدد قال القاص جبير المليحان رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية سابقا: «الثقافة لم تأخذ نصيبها من الاهتمام أقول هذا الكلام بالعودة إلى خطط التنمية التسع التي خلت من أي برنامج كخطة أو دعم مالي على الإطلاق وإنما الحقت في ذيل اهتمامات وزارة الثقافة و الإعلام وأعتقد أن الوزارة تعطي الإعلام جل اهتمامها لكنها تكتفي ببرامجها الثقافية في المناسبات والحفلات وما يتعلق بالتصريحات». وأضاف ونحن كمثقفين نرغب أن تكون هناك بنية تحتية تخدم الثقافة والفنون ببرنامج واضح مدعوم باعتمادات مالية مناسبة. وزاد: «على الرغم من أن الرياضة بشكل عام لم تأخذ حقها في البنية التحتية والدعم المالي لكنها تأخذ نصيبا لا بأس به في المساحة الإعلامية». وحول ما يتعلق بالقناة الثقافية تحديدا قال المليحان إنها من خلال مركزيتها لا يمكن أن تغطي الفعاليات والأنشطة والحوارات والنقاشات والإنتاج الأدبي والفني المتنوع والغزير في مختلف مناطق المملكة ونحن نطالب بالكثير من البرامج من مختلف المناطق سواء عبر هذه القناة الوحيدة أو فتح قنوات أخرى في مناطق المملكة الثرية. بدورها طالبت الشاعرة بديعة كشغري بأن تكون القناة الثقافية مرآة تعكس طموحات المثقفين وأن تكون أكثر فاعلية في التعبير عن هموم المثقف ودوره في المجتمع وأن تكون حلقة وصل بين المثقفين عموماً والمسؤولين، مشيرة إلى ضرورة أن يكون مقدمو البرامج على شاشتها من ذوي المهنية العالية ثقافة وأداء ومعرفة. كما لفتت إلى ضرورة ابتعاد معدي البرامج عن الشللية والمحسوبية في اختيار الضيوف بحيث يتم البحث عن المثقف الحقيقي القادر على أن يوصل رسالة الثقافة إلى عموم المشاهدين والمتابعين للحركة الثقافية السعودية في الداخل والخارج ، من أجل تقديم صورة حسنة عن الحراك الثقافي والأدبي في المملكة. ورأى الدكتور مبارك الخالدي أنه لايستطيع أن يقيم القناة الثقافية بموضوعية نظرا لعدم متابعته المنتظمة لبرامجها لأنه كما يقول لايجد أنها تشده كثيراً ولا تلبي حاجاته الثقافية والأدبية والمعرفية. ويضيف: القناة بحاجة إلى عملية تطوير دراماتيكي حتى على مستوى البرامج والكوادر العاملة في القناة مستشهدا بطريقة تغطية القناة لمعرض الرياض الدولي للكتاب حيث لم تكن على مستوى الحدث سواء من حيث مهنية المذيعين وحرفيتهم في إدارة الحوارات الثقافية أو في استثمار الحدث ثقافيا بالشكل المطلوب. وخلص الخالدي إلى أن القناة بحاجة إلى ميزانية ضخمة تستطيع أن تحولها إلى قناة ذات فعالية أكثر في المشهد الثقافي السعودي.