عبّر كتّاب ومثقفون عن انطباعات مختلفة حول التقرير السنوي الذي أصدرته وزارة الثقافة والإعلام والذي عبر فيه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عن تبني الوزارة للرؤية الحضارية والإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤكداً على طموح الوزارة لتكون جزءاً فاعلاً في المسيرة التنموية مما يجعل من المملكة رائدة للثقافة في المنطقة. وأشاد القاص ورئيس التحرير السابق وعضو النادي الأدبي بالشرقية خليل الفزيع بالإنجازات الثقافية المميزة التي لا يمكن إغفالها، وعبر عن سعادته بالحراك الثقافي المميز في السنوات الأخيرة. لكن هذا لا يمنع -كما يقول الفزيع- من تناولنا لبعض نواحي القصور في عمل وزارة الثقافة والإعلام وخصوصاً ما يتعلق بالأندية الأدبية التي يشكل ضعف موازناتها عائقاً كبيراً أمام طموحاتها وأمام المنجزات المتوخاة منها بدليل أن ما تضمنته اللائحة الجديدة الخاصة بالأندية الأدبية يتعامل بشح شديد مع المثقف، وهو شح لا يتناسب مع حجم الإنفاق على الثقافة الذي تناوله تقرير الوزارة. وعبر الناقد الدكتور سلطان القحطاني عن تفاؤله بمستقبل ثقافي مميز مثمناً المجهودات التي قامت بها وزارة الثقافة والإعلام في عهد خوجة، ومبدياً سعادته بالقناة الثقافية التلفزيونية مع التأكيد بأنها لا زالت بحاجة الى بذل الكثير من الجهود واستغلال الطاقات والإمكانات المتوفرة وعن الحاجة أيضاً إلى التركيز على الجوانب الأدبية والانفتاح على مختلف المناطق فالمملكة العربية السعودية قارة مترامية الأطراف ومتعددة الثقافات وبالتالي فمن مهام هذه القناة ومن الأدوار المنوطة بها أن تمزج هذا التنوع والثقافي والتراثي وتقدمه بشكل فني مقبول ومشاهد، خصوصاً وأن حجم الإنفاق على المشاريع الثقافية كما أورده التقرير يساعد بجلاء على تحقيق الكثير من الآمال والطموحات. من جهته، رأى القاص ورئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية جبير المليحان أن «مشروع إدخال الثقافة في التنمية الشاملة يحتاج إلى أن تتبناه ثلاث وزارات وليس وزارة واحدة، وهي وزارة التخطيط والمالية والثقافة والإعلام». وأضاف: «خطط التنمية حتى الآن تحتاج إلى تعزيز تجاه الثقافة لكي تأخذ موضعها الطبيعي، وعلى سبيل المثال واقع الأندية الأدبية يشهد ذلك والمنطقة الشرقية مثلا ًعلى رغم اتساعها وضخامتها لا تزيد موازنتها على مليون ريال فقط ولا نزال نؤدي عملنا في مبنى مستأجر». وقال المليحان: «أتمنى من الوزارة أن تحمل على عاتقها إقامة بنية تحتية للمسألة الثقافية بإقامة مراكز ثقافية متكاملة في مناطق المملكة ال14 وبيوت ثقافة في المدن الأخرى بحيث تستطيع أن تخدم الأندية الأدبية - وأي جهة أخرى - فنياً أو معرفياً، فمن دون بنية تحتية لا نتحدث عن ثقافة جادة، وهذا شيء طيب إذا كانت هذه هي الموازنات». وحول القناة الثقافية قال المليحان: «القنوات الثقافية لا بد من أن تعكس البيئات الثقافية المتعددة في مناطق المملكة ولا يكتفى بقناة واحدة، وإنما أنشطة مختلفة تشمل كل ألوان الطيف في المناطق المختلفة من جازان إلى طريف، ومن الدمام إلى تبوك». وكان التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام تناول المنجزات التي حققتها الوزارة، ومنها إطلاق الحرية المسؤولية للكتّاب والإعلاميين ليصبح المثقف السعودي فاعلاً ومطوراً لمجتمعه ومؤثراً في محيطه كما عرض التقرير ما حققته الوزارة من جهة إطلاق خمس قنوات تلفزيونية، وأشار إلى زيادة في الوظائف المعتمدة في موازنة 1430/1431 وقدر مصروفات الوزارة بما يتجاوز الملياري ريال.