تجول وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة البارحة الأولى في أرجاء معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 1434ه / 2013م، واطلع على سير عمله وما تقدمه الوزارة من خدمات لمرتادي المعرض والمشاركين فيه، وقال: «هذا المعرض ترى فيه الناس والنظام وإحساسهم بما يرونه، والناس بدأوا يتعودون على حب هذا المعرض وأحسوا بقيمة هذا الشيء الذي يزورونه، ففي هذا المعرض كل واحد من الزوار يلتقي إنتاج كبار المؤلفين والمفكرين والأدباء القدماء والجدد، الأحياء والأموات، سواء في الغرب أم الشرق»، واصفا الموقف بأنه تظاهرة ثقافية عظيمة جدا، معبرا عن سعادته بهذا الجمع الغفير في المعرض. سوق عكاظ مصغر من جهته، لفت مدير الأسابيع والمهرجانات الثقافية بوكالة الشؤون الثقافية الأمير سعود بن محمد بن مساعد ل«عكاظ» إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد حدثا ثقافيا هاما ومتميزا ويكاد يكون الأبرز في مدينة الرياض، وبين أن وزارة الثقافة تستضيف كل عام مجموعة من أدباء ومثقفي المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وباقي دول العالم، وتعقد ندوات ولقاءات يومية على هامش معرض الكتاب في المقهى الثقافي وفي لقاءات الضيوف بعضهم البعض، وأوضح أن بهو الفندق الذي ينزل فيه ضيوف المعرض وبخاصة وفد دولة المغرب «ضيف الشرف» تحول إلى ساحة أدبية ثقافية أشبه ما تكون بسوق عكاظ مصغر، يعج بالملتقيات والحوارات والمساجلات والنقاشات بين الأدباء والكتاب السعوديين وأقرانهم من مختلف دول الخليج والدول العربية، ومن خلال ذلك يتم تبادل الأفكار والثقافات ومقاربة الرؤى والتصورات وتنقيح الأحكام والمشاهدات. وحول إقامة المعرض والفعاليات المصاحبة له أثناء فترة الدراسة، أوضح الأمير سعود بن محمد أن المعرض مرتبط بأجندة ثقافية تكاد تكون دولية، وأضاف أن المعارض ودور النشر تتنقل بين معرض الرياض والقاهرة ومسقط وبيروت وعلى المستوى العالمي مثل فرانكفوت وغيرها، ومعرض الرياض للكتاب يتماشى مع الأجندة الدولية ويتم تنظيمه في هذا التوقيت وفقا لتلك الأجندة، معتبرا أن وقت تنظيم المعرض مناسب خاصة في مدينة الرياض من حيث طبيعة الجو الذي يكون معتدلا ومناسبا للزوار، وقال: «كل سنة هناك تطور، والتطور هذا فرضته التقنية، والآن بإمكان أي شخص شراء أي كتاب وإيصاله من أي مكان سواء كان في المملكة أو خارجها وبمبلغ معقول، وهذا يعد نقلة نوعية في الكتاب». تطبيق الباركود وفي سياق متصل، شكلت مسألة إدخال الباركود على الدور المشاركة في معرض الكتاب شدا وجذبا لا يمكن تجاهله بين وزارة الثقافة والإعلام والناشرين المنقسمين بين تأييده ورفضه، وقبل مدة وجيزة من افتتاح المعرض أعلن أن معرض الكتاب لن يستخدم الباركود هذه السنة. واعتبر المسؤول بالمركز الثقافي العربي فادي فاضل ل«عكاظ» أن الأزمة تشكلت بسبب التوقيت الذي بحثت فيه هذه المسألة من اعتمادها أو تأجيلها وقال: «ليس لدينا مشكلة في استخدام الباركود لو تم التجهيز لهذه المسألة في وقت مبكر رغم أنني لا أفضل العمل به في معرض الرياض تحديدا»، مبررا ذلك بأن معرض الرياض يحظى بكثافة كبيرة جدا من الزوار وعملية الباركود تعطل عملية البيع في أوقات الزحام. ومن جانبه، أوضح المسؤول عن الدار العربية للعلوم عمار شبارو أن استخدامه للباركود أظهر لديه بعض الملاحظات على النظام الذي تم اعتماده من وزارة الثقافة والإعلام، وقال: «النظام بطيء ولا يعطي نتائج رقمية للمبيعات وواجهته الحوارية صعبة، وأبرز مميزاته سهولة عملية الجرد وصعوبة وقوع أي حادثة سرقة ممكنة مع الزحام»، وأعرب عن أمله في تلافي الملاحظات. بدوره، طالب المسؤول عن دار الآداب نبيل نوفل أن يستخدم الباركود جزئيا في الكتب الحديثة المجهزة لاستعمال الباركود وفي أوقات لا يكون الزحام فيها كثيفا، مبينا أنه يعتزم تجهيز الكتب القديمة بباركود حتى يتم العمل بالنظام العام المقبل بعد أن ألزمت به الوزارة، وذكر نوفل أن النظام يوفر دقة في حصر الكتب والفواتير كما لا يتيح التلاعب بالأسعار أو المفاصلة. من ناحيته، قال المسؤول في جناح دار الريس محمد الجعيد: «الباركود رغم جودة حصره وحفظه للأسعار إلا أنه غير مناسب للمعارض خاصة التي يغلب عليها الزحام نظرا لتعرض النظام للتعطل، خاصة وأن الجناح الواحد يكون لديه جهاز واحد فقط وهو ما سيبطئ عملية البيع ويزيد الزحام». وذكر المسؤول في دار جداول عماد عبدالحميد أنه كغيره من الدور يفضل الباركود كثيرا كونه يسهل المبيعات وحصر الكتب المباعة ومعرفة عددها خلال نهاية اليوم، مشيرا إلى أن الباركود له سلبياته وإيجابياته، وأوضح أن جهاز باركود واحد لا يكفي في أوقات ذروة المبيعات، وتساءل كيف يكون التصرف حين يتعطل النظام؟، وأضاف أن إدارة المعرض طلبت من المسؤولين عن دور النشر حضور دورات خاصة لتعلم إدخال البيانات غير أن ذلك كان صعبا في البداية. في المقابل، أعرب مسؤول المؤسسة العربية للدراسات والنشر عبادي الطباخي عن ترحيبه بالباركود، موضحا أنه يسهل عليه الكثير من الجهد في كتابة الفواتير وحصر المبيعات والحد من التلاعب بالأسعار، لكنه انتقد الأسعار العالية لتأجير الأجهزة الخاصة بالباركود، مبينا أنه فكر في استقطاب جهازه الخاص من الأردن حتى يتخفف من مصاريف التأجير لكن إدارة المعرض رفضت، فيما قال مسؤول دار الفارابي علي بحسون: «الباركود مطلب إيجابي للجميع لكنه غير مجد في أوقات زحام المبيعات إذ تكون هناك حاجة إلى أكثر من جهاز وهو مالا يمكن أن يتحمله الدار». منصات التوقيع في السياق نفسه، شهدت منصات التوقيع في المعرض توقيع أكثر من 200 إصدار من المؤلفات المتنوعة الجديدة خلال الأيام الماضية، وذلك من خلال خمس منصات توقيع مقسمة على ثلاث منصات خاصة بتوقيع المؤلفين ومنصتين مستقلتين لتوقيع المؤلفات النساء في جناح الطفل. وفي سياق متصل، يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام 2013م إقبالا غير مسبوق من الزائرين والزائرات، وقد انعكس ذلك على منصات توقيعات الكتب والإصدارات التي تتولى الإشراف عليها اللجنة الإعلامية لمعرض الرياض الدولي للكتاب طيلة أيام المعرض. وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية أحمد بن خضر الزهراني، أن توقيعات الكتب تعد عرفا ثقافيا تشهده المحافل الثقافية ومعارض الكتب في مختلف بلدان العالم ولاسيما معارض الكتب الدولية، كما تعد نافذة يلتقي عبرها القراء والمؤلفون، مشيرا إلى أن توقيعات الكتب تعتبر شكلا من أشكال الاتصال الحيوي والذي يسهم في ترويج الكتب والإصدارات الجديدة. من جهة أخرى، أكد عضو هيئة التدريس بمعهد الإدارة العامة عبدالله السميح أن تكون البرامج ممثلة للرسالة الإعلامية ومناسبة للجمهور المستهدف المعروف مسبقا من القائم بالاتصال الإعلامي، وأشار إلى أن القنوات الشعبية يفترض فيها التعليم والتثقيف والترفيه بالإضافة إلى تعزيز الأواصر الاجتماعية وخدمة الفنون التراثية الأخرى، جاء ذلك في خلال مشاركته في ندوة «القنوات الفضائية الشعبية» التي أقيمت البارحة الأولى ضمن البرنامج الثقافي لمعرض كتاب الرياض، وأدارها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله المعيقل. وتشارك هيئة حقوق الإنسان في المعرض بعدد من العناوين الجديدة منها «مناهج التربية على حقوق الإنسان إطار مفاهيمي» للدكتور عبدالله بن محمد السهلي، كما توزع المطويات التوعوية للعديد من القضايا التي يشهدها المجتمع السعودي مثل سلسلة برامج دعم الطفولة.