سلَّم ناشرون في معرض الرياض الدولي للكتاب بمميزات استخدام "الشفرة الخيطية" أو "الباركود" في سهولة الجرد والحد من السرقات والتلاعب في الأسعار، لكنهم اتفقوا على أنه يعطّل البيع وقت الزحام، ولاسيما إذا تعطل الجهاز، وانتقدوا أيضاً الأسعار العالية لتأجيره. ورأى فادي فاضل، المسؤول بالمركز الثقافي العربي، أن الأزمة تشكلت بسبب التوقيت الذي بُحثت فيه هذه المسألة من اعتمادها أو تأجيلها.
وقال: "بصراحة، ليس لدينا مشكلة في استخدام الباركود لو تم التجهيز لهذه المسألة منذ وقت مبكر، رغم أنني لا أفضّل العمل به في معرض الرياض تحديداً".
وأضاف: "معرض الرياض يحظى بكثافة كبيرة جداً من الزوار، وعملية الباركود ستعطّل عملية البيع في أوقات الزحام". وعلى الرغم من أن عمار شبارو، المسؤول عن "الدار العربية للعلوم"، اعتمد الباركود في عمليات البيع منذ الدورة الحالية، إلا أن استخدامه أوجد لديه بعض الملاحظات على النظام الذي تم اعتماده من وزارة الثقافة والإعلام.
وأبدى "شبارو" ملاحظاته على النظام آملاً بإجراءات تطويرية له "لأنه بطيء، ولا يعطي نتائج رقمية للمبيعات، وذو واجهة حوارية صعبة إلى حد ما".
لكنه ذكر أن له ميزات، أهمها "سهولة عملية الجرد، وصعوبة وقوع أي حادثة سرقة ممكنة مع الزحام". ووقف نبيل نوفل الناشر في "دار الآداب" موقفاً وسطاً بشأن استخدام "الباركود"، وقال إنه يستخدمه جزئياً في الكتب الحديثة المجهزة لاستعمال "الباركود"، وفي أوقات لا يكون الزحام فيها سيد الموقف.
وأضاف بأنه يضع في خطته تجهيز الكتب القديمة بباركود؛ حتى يتم العمل بالنظام العام المقبل إذا ألزمت به الوزارة. ويرى "نوفل" أن النظام يوفر دقة في حصر الكتب والفواتير، كما يمنع التلاعب بالأسعار أو المفاصلة. في المقابل يجد محمد الجعيد، المسؤول في جناح "دار الريس"، أن "الباركود رغم جودة حصره وحفظه للأسعار إلا أنه غير مناسب للمعارض، خاصة التي يغلب عليها الزحام، نظراً لتعرض النظام للتعطل".
وأضاف بأن "الجناح الواحد سيكون لديه جهاز واحد فقط، وهو ما سيبطئ عملية البيع، ويزيد الزحام". وأوضح عماد عبد الحميد، المسؤول في "دار جداول"، أنه كغيره من مسؤولي الدور يفضل كثيراً وجود الشفرة الخيطية "الباركود"؛ كونها سبباً في تسهيل المبيعات وحصر الكتب المبيعة ومعرفة عددها خلال نهاية اليوم. لكنه أضاف بأن الأمر له سلبياته وإيجابياته، وقال: "إن المبيعات في أوقات معينة تصل لذروتها، وعلى الرغم من وجود ثلاثة أشخاص لبيع الكتب بالفواتير إلا أننا نجد ضغطاً كبيراً بسبب الازدحام".
وتساءل: "فكيف الحال حينما يكون هناك جهاز واحد فقط لقراءة الباركود". وتابع متسائلاً: "حين يتعطل النظام الخاص بالمعرض كيف سيكون تصرفنا؟ إن هناك بعض الأمور لم تتضح لنا، وخصوصاً أن المعرض طلب من بعضنا حضور دورات خاصة لتعلم إدخال البيانات، وهذا ما وجدناه صعباً في البداية". أما عبادي الطباخي، من "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، فرحب كثيراً بوجود "الباركود"؛ لأنه سيسهل عليه الكثير من توفير الفواتير وحصر المبيعات والحد من تلاعب بعض الدور بالأسعار. لكنه في المقابل انتقد الأسعار العالية لتأجير الأجهزة الخاصة بها، وقال إن الأمر سيكون أوفر لو استقطب جهازه الخاص من الأردن، إلا أن الأمر رُفض من قِبل إدارة المعرض. ورأى علي بحسون، من "دار الفارابي"، أن "الباركود مطلب إيجابي للجميع". لكنه أيضاً انتقده في لحظات الازدحام؛ إذ يحتاج إلى أكثر من جهاز لحل أزمة الازدحام، وهو ما لا يمكن أن تتحمله الدار.