تقاسم مخطط الحرمين «المروة 7» المعاناة مع أحياء جدة القديمة، بالرغم من كونه أحد الأحياء الحديثة، لكنه بات طاردا للسكان ناهيك عن الزوار، إلى الدرجة التي رفع فيها الأهالي في خاطرهم شعار «ممنوع الاقتراب أو الزيارة». ويعرف أهالي المخطط أنه ربما كان العذر في العشوائية التي تنتشر في الأحياء القديمة عطفا على عدم لحاقها بالطفرة الحديثة، لكنهم يستغربون لحاق حيهم بالطفرة ومع ذلك، باتت العشوائية تنخر فيه من كل جانب، من مياه جوفية إلى تسربات صرف صحي و شوارع غير معبدة، الأمر الذي ينذر بمخاطر بيئية تهدد الأهالي. ولا يعرف الأهالي السبب المباشر في تجاهل الأمانة لكل شكاواهم المتكررة: «فسبق أن أبلغ عدد من الأهالي يجتمعون قرب مدرسة للبنات في المدينة. ناهم ليل نهار بمخاطر المستنقعات التي تهدد الحي وتختلط فيها مياه الصرف مع المياه الجوفية، خاصة أن المعاناة بدأت في أعقاب كارثة سيول جدة حيث غاصت الشوارع في مياه الأمطار والسيول، والتي أتلفت الأخضر واليابس». ويتردد رئيس اللجنة الاجتماعية عبدالله بن علي الحارثي بجامع الرامي في حي الربوة 7 كلما زاره ضيف ويقول «أصاب بالحرج دائما كلما استقبلت ضيوفا بسبب وضع الحي السيئ، فتارة تتعلق أوساخ الصرف الصحي حول إطارات السيارات، وتارة لا نستطيع الوصول إلى الجامع لأن المياه والطين الملوث يمنعانا من تجاوز الشارع، فأين دور الأمانة؟ وماذا ينتظرون لحل المشكلة؟». ويستغرب سعد الزهراني وكيل إحدى العمائر اهتمام «المياه» بالغرامات دون الخدمات، لأنهم غائبون عن الحي لفترة طويلة، فيما اهتمامهم منصرف إلى تغريم الأهالي، وإذا سألهم أحد تدعي كل فرقة بأنها ليست مسؤولة، مبينا أن عداده سحب بالخطأ بعدما عثروا على تسرب مياه صرف صحي، فاعتقدوا أنها من منزله فيما كانت من جاره، ودعوه لسداد ألف ريال غرامة لإعادة العداد. وكشف محمد الجعيد نيته في الخروج من الحي حيث لا ينتظر سوى البديل الأفضل، ويقول «عندما أريد إيقاف سيارتي وإبعادها عن أوساخ الشارع لا أجد إلا مكانا مناسبا بعيدا عن عمارتي بثلاث شوارع، وأسير على قدمي بقية المسافة». ويقترح طلال البيشي بأنه «لو اجتمع سكان الحي وألزمنا أنفسنا بأن يدفع كل منا مائتي ريال للأمانة لكي تقوم بإصلاح شوارعنا، لكان أفضل، فلماذا هذا التعطيل يا أمانة؟، الحي ليس قديما ويستحق خدمات متكاملة مثل بقية أحياء جدة». ويتخوف نزار الشمراني من تزايد حالات حمى الضنك التي سجلت في الحي، مبينا «بمجرد دخولك للحي لا تستنشق الهواء النقي، فمياه الصرف الصحي تغمر الشوارع، واضطر الكثيرون إلى تشييد سدود أمام منازلهم لمنع المياه من الوصول إلى أبوابهم، وكلها مخاطر بيئية يجب التدخل لحلها»، مضيفا أن الحي تنقصه السفلتة في بعض الشوارع، فيما تعيبه قلة المداخل خاصة في ظل تنفيذ مشروع جسر بريمان. وأوضح الشاب رأفت البيشي بأن هناك أرضا خصصت لعمل حديقة للحي لكنها وحتى الآن لم تنفذ، وبقيت أرضا بيضاء، فيما تغيب الأماكن المخصصة لقضاء الشباب وقت فراغهم، لذا لجأ الشباب للحل البدائي من خلال تشييد أخشاب كمرمى بدائي لكرة القدم. من جانبها، وضعت «عكاظ» تساؤلات الأهالي حول الموعد الزمني لنهاية أعمال التمديدات والمياه الجوفية في حي المروة 7 «الحرمين»، واكتفى مدير وحدة أعمال جدة في شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف بالتأكيد على أن هذا السؤال وجه إليه من الصحيفة 8 مرات وسبق الإجابة عليه. لا سفلتة الآن ربط الدكتور عبدالعزيز النهاري المتحدث الرسمي بأمانة جدة مصير تعبيد الشوارع في المخطط بانتهاء مشاريع تخفيض نسب المياه الجوفية وتمديدات الصرف الصحي والتي تعود مسؤوليتها إلى شركة المياه الوطنية.