محافظة أحد رفيدة التابعة لمنطقة عسير، يغلب عليها الطابع الزراعي، اشتهر قدماؤها بالزراعة وخصوصا الحبوب مثل البر والذرة والشعير، فيها أشهر سوق شعبي تاريخي في المنطقة كان مرتعا كل يوم أحد فقط للباعة والشعراء ومصالحة الخصوم وإسداء النصائح. وفيها أيضا قرية تسمى جرش إلى الشمال، كانت يوما « قبل 1500 سنة خلت» عامرة بسكانها وزاخرة بأنشطتها. واليوم تعتبر أحد رفيدة مقصدا للسياح والزوار والمصطافين وتمتلك إمكانات هائلة تؤهلها لأن تكون إحدى أهم الوجهات السياحية في المنطقة، خصوصا أن هذه المحافظة ومراكزها تشهد اطرادا في عدد السكان والزوار أيضا. إلا أن كل ذلك لم يشفع لها، لدى الجهات المعنية، بتوفير خدمات صحية وطبية تليق بما تمثله، حيث إن عشرات الآلاف من السكان يطالبون ومنذ عدة أعوام، الجهات المختصة في وزارة الصحة بالعمل على استحداث مراكز صحية أولية إضافية، ودعمها بعيادات مختلفة وأجهزة طبية حديثة، لتواكب النمو السكاني، وما تشهده من توافد عشرات الآلاف من المصطافين والزوار خلال مواسم الإجازات، ولكن كل مطالباتهم بقيت حبيسة الأدراج ولم يلتفت أحد إليها. وتزداد معاناتهم الدائمة مع مستشفى المحافظة الحالي الذي يفتقر إلى الكثير من العيادات والأطباء المتخصصين، في وقت مازالوا ينتظرون رفع التعثر عن المستشفى الجديد الجاري تنفيذه منذ سنتين. وقال كل من علي بن مشعوف وعبدالله بن لاحق وخالد معتوق وناصر العبيدي وفهد مشني ل«عكاظ» إن المستوصفات الطبية الخاصة أثقلت كاهلنا ماديا حيث لا نجد في المحافظة سوى مركزين صحيين حكوميين فقط في أحياء عرق بالحنا وآل بريد، ويكتظان بالمراجعين وعائلاتهم، وهما يحتاجان إلى دعم في الكادر الطبي والأجهزة الطبية. وطالب أهالي المحافظة باستحداث مراكز صحية في عدة مواقع نتيجة الزحام البشري، مؤكدين أنهم طالبوا ومازالوا يطالبون بذلك ولكن للأسف «ما زالت كل مطالباتنا حبيسة الأدراج». وأشاروا إلى أن أحياء وقرى جنوب المحافظة يسكنها الآلاف من المواطنين، تنعدم فيها المراكز الصحية، حتى ما كان موجودا تم سحبه، حيث كان يوجد مركز صحي على طريق حي آل بريد وتم نقله إلى حي عرق بالحنا ولم يتم تعويض المواطنين بآخر. البحث عن مبنى «عكاظ» رفعت شكاوى أهالي أحد رفيدة إلى صحة عسير، حيث أكد الناطق الإعلامي فيها أن العمل جار على استحداث مراكز صحية في المحافظة حسب المعايير المتبعة وحسب ما تعتمده وزارة الصحة، ولكنه أشار إلى أن عدد المراكز الصحية التابعة لإدارة مراكز الرعاية الأولية في المحافظة يبلغ 10 مراكز، حيث تم تشغيل مركز الرعاية الأولية بالبريد العام الماضي، فيما تم استحداث مركز للرعاية الأولية في مخطط الأمير عبدالرحمن وجاري البحث عن مبنى مناسب تمهيدا لتجهيزه وتشغيله.