تعاني محافظة أحد رفيدة، وهي إحدى أهم محافظات منطقة عسير، والتي تأتي ضمن نطاق أبها الحضرية، من غياب الخدمات العامة وتعثر المشاريع البلدية، فيما لا تزال مطالب السكان حبيسة الأدراج منذ أعوام، رغم تعالي ومناشدات أصوات أكثر من 120 ألف نسمة. ومن أبرز القضايا الملحة تجمد توزيع المنح السكنية، وغياب تصريف مياه الأمطار والافتقار لمسلخ عام وحدائق ومتنزهات، والافتقار لكلية علمية للبنات. فمنذ 12 عاما والمنح السكنية في بلدية محافظة أحد رفيدة لا تزال حبيسة الأدراج، والمواطنون المنتظرون يتجاوزون 60 ألف شخص، في ظل توافر عدة مخططات، علاوة على ما بقي من أراض سكنية في مخططات تم التوزيع فيها، ويؤكد الأهالي أنهم ظلوا يرفعون شكواهم إلى جهات الاختصاص للنظر بعين الاعتبار والتدخل السريع وتشكيل لجنة تبحث عن هذه المعاناة وطول الانتظار، بدلا من الأعذار التي لا تزال مستمرة خلال تلك السنوات من عدد من مسؤولي البلدية والمجلس البلدي بقولهم «لقد تم رفع مخططات سكنية إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية وننتظر اعتمادها». أحلام منسية كما يبدو أن النهضة العمرانية والسكانية والسياحية التي تشهدها المحافظة لم تشفع لتحقيق مطالب السكان في الجوازات والضمان الاجتماعي والزراعة والأحوال المدنية، إذ أشار محسن عبد الله، فهد بن زابن، محمد بن زنيد، سعيد بن مجري وناصر الحواشي، إلى أن المطالبات بدأت منذ عقدين من الزمن ولم تر النور حتى اللحظة، وأنها ظلت حبيسة الأدراج، وقالوا إن محافظة أحد رفيدة ومراكزها الإدارية التي يسكنها أكثر من 120 ألف نسمة تنتظر افتتاح مكتب للأحوال المدنية لتجنيبهم السير لمسافات طويلة للمراجعة، ومكتب ضمان اجتماعي، إذ يضطر كبار السن والأرامل والمستحقون إلى قطع مسافة 35 كم إلى محافظة سراة عبيدة للمراجعة، وطالبوا باستحداث مكتب للجوازات خصوصا مع تزايد أعداد المجهولين في المحافظة والمراكز الإدارية التابعة لها، وذكروا أن أهالي المحافظة يقطعون مسافة 40 كم لمراجعة جوازات خميس مشيط، إضافة لحاجتهم إلى مكتب للزراعة. تصريف السيول ويشير ناصر الحواشي ومحمد الشواطي وعبد الله لاحق، إلى أن شوارع المحافظة لا تزال تنتظر مشروع تصريف مياه الأمطار، رغم العديد من الشكاوى والاقتراحات للجهة المختصة، لافتين إلى تجمع كميات كبيرة جدا من المياه في الشوارع الرئيسة والفرعية أثناء هطول الأمطار، مما يؤدي لعرقلة حركة المرور والسيارات وتعطل العشرات منها، ووقوع الحوادث، ملقين بالمسؤولية على بلدية المحافظة. المسلخ والحدائق ويرى كل من عبد الله أبودبيل وناصر بن محمد، أن هناك معاناة حقيقية للمواطنين من غياب مسلخ للبلدية، رغم أنه من أهم المطالب، وأن الاحتياج يزداد إليه أكثر خلال الأعياد، إذ تكتظ المنادي بالأغنام على اختلافها مع قيام أصحابها برفع رسوم الذبح إلى مبلغ يصل إلى 100 ريال في أوقات الذروة، مع غياب تام للرقابة البيطرية. أما الحدائق العامة، فذكر سامي الشهري وإبراهيم القحطاني أنها مشاريع أشبه ما تكون حبرا على ورق، مؤكدين أن حديقة عرق بالحنا التي تقصدها العشرات من العائلات تعاني من الإهمال وغياب الصيانة والتشجير والألعاب وانعدام المرافق الخدمية، بعد أن حولها آخرون موقعا للمخلفات، نتيجة تحطم بوابتها. مخططات البلدية ويحكي المواطنون فهد سعيد وعلي عبد الله وناصر الشواطي وعبد الله عميس عن معاناة بعض المخططات من الخدمات البلدية وتدني المتوافر منها، كالإنارة وسفلتة الشوارع والأرصفة وتصريف مياه الأمطار، مشيرين إلى أن من بين تلك المخططات التي باتت في عداد الضائعة الغبراء وغرب بني تميم وعبيان والنهضة والربوة والنزهة وغيرها. كلية البنات ويبدي عدد من المواطنين استغرابهم من عدم إقامة المعهد المهني على الرغم من تخصيص قطعة أرض لذلك، وأنها لا تزال تنتظر البناء رغم المطالب المتكررة، في حين لا تزال الآمال قائمة لإنشاء كلية علمية للبنات تخدم طالبات المحافظة ومراكزها الإدارية، اللاتي يتكبدن مشقة الذهاب إلى مدينة أبها 50 كم، ومحافظة سراة عبيدة 40 كم، مع ازدحام الحركة المرورية التي تعاني منها الطرق المؤدية إلى تلك الكليات. الأولوية للضمان من جانبه، أشار مدير عام الضمان الاجتماعي في منطقة عسير عبد الحكيم الشهراني أن هناك أولويات في افتتاح مكاتب للضمان الاجتماعي، ومحافظة أحد رفيدة تجاور محافظة سراة عبيدة التي تنعم بهذه الخدمة الاجتماعية، حيث يستطيع المستفيد الذهاب إليها، علاوة على بطاقات الصراف الآلي التي خدمت المستفيدين من عناء المراجعة. بينما قال مدير مكتب الأحوال المدنية في منطقة عسير محمد السلمي، إنه تم رفع مطالب الأهالي إلى الجهة المختصة، وسوف ترى النور قريبا. من جهته، أوضح مصدر رفيع في جوازات منطقة عسير (فضل عدم ذكر اسمه) أن هناك خطة مستقبلية لبناء مرفق حكومي للجوازات بالقرب من مطار أبها، وسيقدم خدماته للمحافظات ضمن نطاق أبها الحضرية، مستبعدا في الوقت نفسه افتتاح مركز للجوازات في محافظة أحد رفيدة لقربها من محافظتي خميس مشيط وسراة عبيدة، التي توجد فيها مكاتب للجوازات.