من أكثر التساؤلات التي تردني من الأمهات اللواتي ينجبن مواليدهن، هل نعطي أطفالنا «الماء» ؟ قد يكون السؤال بسيطا ولكنه في حقيقة الأمر يشكل أهمية كبيرة وخصوصا أن هناك اعتقادات ومفاهيم منتشرة عند بعض السيدات، بأن الرضاعة الطبيعية وتناول المولود للحليب الصناعي تكفيان باعتبار أن نسبة الماء الموجودة فيهما عالية. وكلمحة طبية، فإن نسبة الماء في جسم المولود الجديد تشكل ما بين 70 في المائة إلى 80 في المائة مقارنة مع البالغين 55 إلى 60 في المائة، كما أن كمية الماء اليومية التي يحتاجها الطفل تعادل 10 إلى 15 في المائة من وزنه، فإذا كان وزنه أربعة كيلوغرامات مثلا، فإنه يحتاج إلى كمية ماء يومية تعادل 600 مل، وتزداد حاجة قليلي الوزن للماء أكثر من غيرهم، فقد تصل حاجته اليومية إلى 80 170 مل يوميا. والطفل الرضيع يفقد الماء أيضا من منافذ مختلفة عبر الغائط، ونسبة الماء المفقود تساوي ما نسبته 3 10 في المائة من الماء المتناول يوميا، وعن طريق التبخر الحاصل من الرئة (عبر التنفس) أو من الجلد، وهنا قد تصل كمية الماء المفقود إلى نسبة 40 50 في المائة، وعن طريق البول ونسبته لا تقل أيضا عن 40 في المائة من الماء المتناول يوميا. وفي الأحوال العادية يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع، ومن هنا فإن الماء يشكل أهمية في حياة الطفل المولود مهما كانت المصادر الأخرى لتزويده بالماء سواء الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي لأنه أساس الحياة وهو القائل سبحانه وتعالى (( وجعلنا من الماء كل شيء حيا)) ومن هنا تتضح لنا أهمية وقيمة الماء في حياة كل إنسان وكل طفل وكل مولود. * استشاري النساء والولادة في مستشفى الثغر في جدة.