حذرت الطبيبات المختصات من توجه الحوامل إلى الرضاعة الصناعية وحرمان مواليدهن من الرضاعة الطبيعية في سبيل المحافظه على أثداء صدورهن من الترهل. وأوضحن أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، ويحرم المواليد من فوائد الرضاعة بجانب الانعكاسات النفسية. ورأت استشارية طب الأسرة ومنسق برنامج الأمومة في الرعاية الصحية الأولية الدكتورة فدوى النهدي أن الرضاعة الطبيعية ضرورة بالنسبة للطفل والأم وفوائدها كثيرة حتى أن القرآن الكريم أوصى بها. وأضافت «هناك فوائد نفسية للرضاعة الطبيعية فهي تزيد الارتباط بين الأم وطفلها وتشعرها بالرضا والأمومة، بجانب الفوائد العضوية، حيث تسرع في عملية رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي بعد الولادة». وبينت أن هناك ممارسات ومفاهيم خاطئة تقوم بها الجدة أو الأم وبعض المحيطين بها بتوجيهها بالتغذية بسعرات كبيرة حتى يزيد الحليب، بينما علميا لم يثبت أن تلك الأطعمة تزيد اللبن والمثبت علميا أن الحلمة تزيد من إدرار اللبن ويحتاج الجسم إلى السوائل بمعدل عشرة أكواب ماء يوميا أو أكثر، فالدهون والسكريات تزيد الوزن ولا تزيد كمية اللبن فالمرضع يحتاج إلى 2300 وحدة حرارية بالإضافة إلى أن ترهل الصدر له علاقة بالعضلات والرضاعة الطبيعية لا تسبب ترهل الصدر كما يقول البعض. وهناك حالات في الحمل يزداد فيها الوزن والطعام الخاطئ الذي ليس له علاقة بالرضاعة والاستمرار على التمارين الرياضية كفيلة بأن تعيد الصدر لوضعه الطبيعي، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعيا تكون نسبة حدوث سرطان الثدي لديهن أقل من اللاتي لا يرضعن رضاعة طبيعية.وفي السياق ذاته، ذكرت استشارية أورام الثدي في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتورة منى باسليم أن الثدي يتضخم أثناء الحمل بسبب هرمونات الحمل وينصح وقتها بارتداء حمالات صدر مناسبة لرفع الثدي ومنع تمدد الجلد بشدة، يلي ذلك تضخم في مرحلة الرضاعة وهو يختلف عن السابق لأنه ناتج بسبب هرمون الحليب الذي يعمل على تمدد فصوص الثدي وتكون الحليب بداخلها. واستطردت «بعض الدراسات الطبية أثبتت أن فترة الرضاعة الطبيعية لمدة سنة تقلل من نسبة خطورة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20 في المائة وبالذات للنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث، أما الرضاعة الطبيعية لفترة تزيد عن ال 20 شهرا فهي تقلل نسبة الخطورة بنسبة 50 في المائة في النساء من جميع الأعمار». من جانبها، اعتبرت اختصاصية التغذية في مستشفى الملك فهد في جدة منال سنبل، أن حليب الأم أو الرضاعة الطبيعية يشكل الغذاء الأمثل والمفضل للطفل الرضيع، حيث يتكون حليب الأم من جميع العناصر الغذائية الأساسية من بروتينات وسكريات ودهون وفيتامينات وأملاح معدنية إضافة إلى الماء. وأفادت أن الرضاعة الطبيعية تعود بالفائدة على الأم والطفل في الوقت نفسه، فحليب الأم غني بجميع العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل وأهمها الحديد وفيتامين (د)، إضافة إلى أنه غني بالمواد التي تقوي المناعة لديه وتحميه من الأمراض.