الرفد عادة انتشرت في الماضي وكانت شبه إلزامية في الأعراس حيث يبدأ أهل العريس والعروس بتقديم الرفد من قبل يوم الزفاف بأسبوع أو اثنين وقد اختلف الرفد من شخص لآخر فهناك من يقدم كيس رز وهناك من يقدم مبلغا من المال أو أن يشترك عدد من الأفراد في رفد واحد إما بتقديم بعض أثاث منزل العريس أو تحمل تكاليف جزء كبير من الزفاف إلا أن هذه العادة كانت إلزامية ويعاب على من يتخلى عنها والجميل فيها أن كلاً يقدم ما لديه ولا يلزم احد بشيء محدد. هذه العادة اندثرت مع مرور الأيام وتغير الأجيال ودخول ثقافات أخرى ولكن ما هو رأي الشباب والشابات في هذه العادة التي تحولت لهدية أما للعريس أو للعروس. تقول مها عبد العاطي اسمع عن الرفد من جدتي وأمي وأرى من وجهة نظري بأنها عادة جيدة يفضل أن تعود فهي ترفع عبء كبير عن كاهل العريسين بعكس هذه الأيام فالهدايا التي تقدم حقاً أنها تعبر عن فرحة الأشخاص إلا أنها غير مجدية فإما أن تكون الهدية قطعة ذهب أو ساعة او مجموعة عطور أو بعض الملابس وكل هذا يكون موجود تلقائي في دبش العروسة حيث أنها لن تنتظر الهدايا حتى تكمل دبشها ولا تريد أن تظهر أمام أهل عريسها بأنها أنقصت شيء لذا أرى أن عودة الرفد هامة ومفيدة فبدلاً من شراء الهدايا التي ربما لا تستفيد منها العروس يمكن أن يوضع ثمن الهدية في رفد تستفيد منه جميع الأطراف. وذكرت الشابة رويده حسن تمنيت أن تعود عادة الرفد مرة أخرى هذا لأني رأيت كيف تحمل والدي ووالد زوجي أعباء مادية كبيرة يوم زفافي فأسرتي وأسرة زوجي كبيرة هذا بخلاف باقي المعازيم فاضطر والدي لأخذ قرض من البنك حتى يتم زفافي فلو أن الرفد ما زال متداول بين العوائل لكان خفف علينا الكثير من الأعباء المادية وقد أخبرتني أمي أنها يوم زفافها لم تشعر هي ووالدي بأي عبء حيث ارفد كل شخص في الأسرتين مبلغ مادي وعندما جمع غطى تكاليف الزفاف وبعض أثاث المنزل لذا أراه أفضل بكثير من الهدايا التي تقدم حالياً فأنا مثلاً جميع هدايا الذهب التي قدمت لي قمت ببيعها لأنها لا تتناسب مع ذوقي أما العطور فقد ظلت حتى تغيرت رائحتها وتخلصت منها والملابس أما صغيرة أو كبيرة فتخلصت منها أيضا ففي النهاية لم استفد من أي شيء مما قدم لي فاكتشفت أنها نوع من أنواع التبذير باسم الهدية دون الاستفادة منها. وتشاركت في الرأي الشقيقتان سهى ونهى ماجد بقولهن كان زفافنا في يوم واحد أي أن الزفاف ضم ثلاث أسر وكثر المعازيم فبحثنا عن قاعة كبيرة لاستيعاب العدد وما يتبعه من بوفيه والضيافة وتفاسير ومطربة وطبيعي زفتين فاقترض زوجي وزوج أختي ولم يكملا تكاليف الزفاف فتدخل والدي وأكمل الباقي وللأسف أن أسرة العريسين لم يساهما بأي شيء سوى طقم ذهب كتب عليه اسم والدي العريس وإلى اليوم وبعد مضي أربع سنوات وزوجينا يسددان قرض البنك فلو كان الرفد ما يزال موجودا لخفف عنا هذا العناء. أما رأي الشباب فكان أكثر إصرار على عودة الرفد فقال رعد احمد مرت ثلاث سنوات على زفافي وأنا أسدد في الديون الذي تعلقت بالزفاف هذا لأن أهل عروسي لم يشاركوا بشيء وهي كانت تريد زفاف مثل صديقاتها وأنا لا أريد أن أبدأ حياتي معها بمشاكل علماً بأن والدي ساهم معي ببعض المال ولكن الحمل الأكبر تحملته أنا إضافة إلى إيجار الشقة والأثاث فلو أن الرفد ما زال موجودا لخفف هذا العبء عني. وأكد الشاب مروان خالد بقوله للأسف أننا نفرط بأشياء جميلة ومفيدة في نفس الوقت من منطلق التطور والعولمة ومن هذه الأشياء الجميلة الرفد فقد كان يخفف العبء بشكل كبير على العريس وقد قال لي والدي ذلك حيث انه لم يشعر بتكاليف زفافه لأن كلا العائلتين اجتمعت وقسمت أثاث المنزل وكل جلب شيئا فاستلم والدي منزلا مؤثثا ولم يغرم والدي ريالا واحدا. مؤكدا بأننا نحن من نفرط في كل جميل ومفيد تحت شعار التطور وكأن تراثنا شيء يعاب عليه فنتنكر له فأتمنى أن تعاد كثيرا من العادات منها الرفد ولو بدأ شخص واحد فأنا على يقين بأن الباقين سوف يتبعونه لأنه مفيد ولا يعيب أحد من الأطراف أو يقلل من شأنه كما يظن البعض فالحياة مساعدة وهذا ليس عيبا.