شدد جابر دوشي والد الفتاة حنان التي توفيت متأثرة بنقل دم ملوث بجرثومة في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان، على محاسبة المقصرين الذين تسببوا في نقل دم ملوث الى جسد ابنته حنان، وطالب بمعالجة بقية أبنائه المرضى في المستشفيات المتقدمة بمن فيهم ابنه طارق الطالب الجامعي المصاب بسرطان الغدد. وقال إدريس الدوشي شقيق حنان ل«عكاظ» التي حضرت مراسم العزاء، إن حالة شقيقته بدأت في التدهور ولم يحرك الأطباء أو إدارة المستشفى ساكنا إلى أن فارقت الحياة، ودون في شهادة وفاتها السبب على أنه جرثومة في الدم، مضيفا أن عدم معالجة تردي الأوضاع الصحية بمنطقة جازان وغياب الرقابة ينذر بكثير من المآسي في المستقبل إن لم يتم تدارك هذه الأوضاع، محملا في الوقت نفسه وزارة الصحة مسؤولية وفاة شقيقته، لأنهم طالبوا المستشفى بنقلها لأحد المستشفيات المتقدمة عبر الإخلاء الطبي لإنقاذ حياتها وهو الأمر الذي لم يتحقق، نتيجة المماطلة والروتين المعقد. وبين إدريس أن له ثلاثة اشقاء مرضى مصابين بالأنيميا يحقنون شهريا بالدم وهم: هدى البالغة (26 عاما)، والضحية حنان، ومروان (23 عاما) الذي كان منوما في المستشفى، وأبدى مخاوفه من أن تتضاعف مأساتهم في قادم الأيام إن لم يعالجوا في مستشفيات متقدمة وعلى وجه السرعة. وقال إدريس الذي دخل في موجة من البكاء إن شقيقته حنان وقبل وفاتها أرسلت عبر جوالها رسالة تشتكي خلالها من صعوبة في التنفس وتحمد الله على قضائه، وهذه كانت رسالة الوداع حيث لفظت أنفاسها وغادرت الدنيا وبقيت الرسالة في جواله. وأكد أن الأسرة سوف ترفع دعوى ضد وزارة الصحة، مع المطالبة بالمحاسبة الفورية لمن تسببوا في وفاتها. من جانبه، قال عبدالرحمن الشقيق الأكبر للضحية حنان إنها كانت لا تكف عن الصراخ وتردد بصفة مستمرة «أنقذوني سأموت» خاصة بعد أن تدهورت حالتها الصحية في الأيام الأخيرة، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة الداخلية التي تحولت إلى خارجية، تسببت في تغيير لون جسدها ليتم نقلها إلى العناية المركزة، وأشار إلى أن الأطباء عندما تأكدوا من نقل دم ملوث لشقيقته لم يشعروا أسرتها بالحقيقة وتكتموا على الحقيقة، إلى أن فضح أمرهم بعض الممرضين والممرضات في المستشفى، مبينا أن لديهم تقريرا يدين المستشفى يبين أن شقيقته توفيت بسبب جرثومة في الدم. وحمل عبدالرحمن مدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور حمد الاكشم المسؤولية المباشرة لأنه تأخر في البت في إجراءات الاخلاء الطبي. وقال: بعد صدور الموافقة يوم الثلاثاء بنقل شقيقتي للمستشفى التخصصي أي قبل وفاتها بأربعة أيام، راجعنا (والدي وأنا وشقيقي إدريس) مدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور حمد الاكشم في مكتبه يوم الاربعاء، وشرحنا له الوضع الصحي المتردي لحنان وطالبنا بضرورة نقلها بعد صدور الموافقة، وأرسل خطابا عاجلا لمدير عام الطوارئ بوزارة الصحة. وأضاف عبدالرحمن أن مدير الشؤون الصحية قال لهم «مشكلتكم أنكم قابلتم يومي الخميس والجمعة»، وتساءل: هل يتوقف إنقاذ أرواح المرضى في هذين اليومين، وهل الإخلاء يتوقف في هذين اليومين، خاصة إذا ما علمنا أن دقيقة واحدة قد تنقذ حياة مريض فما بالك بأيام. وأضاف شقيق الضحية أنهم استفسروا من مدير الشؤون الصحية عن أسباب عدم التعاقد مع طبيب أو استشاري أو اخصائي لأمراض الدم الوراثية بعد وفاة الطبيب النيجيري فقال إنهم طالبوا الوزارة ولم تصلهم الموافقة. من جهته، قال مروان الشقيق الأصغر للضحية الذي كان منوما في المستشفى: استغربت طلب والدي مغادرتي للمستشفى، وكم كانت صدمتي كبيرة عندما وجدت المعزين في منزلنا، وعندها أيقنت أن حنان ماتت وهي رفيقة ألمي وأوجاعي في المستشفى، فلم أتمالك نفسي ودخلت في موجة من البكاء. وقال «أخاف الموت مثل شقيقتي».