أوضح وزير الخارجية السورية وليد المعلم بشكل مفاجئ من طهران أن الحوار مع المعارضة لن يتم قبل وقف ما أسماه بالعنف، وقبل ذلك تحدث من موسكو عن استعداده للحوار مع الائتلاف حتى المسلحة منها بعد ساعات فقط من تصريح مناقض لوزير الإعلام عمران الزعبي، فيما يبدو أنه ضغط من الحليف الأكبر روسيا لإيجاد مخرج قبل «خراب البصرة» وانحلال الدولة. ماذا يهدف المعلم من تصريحاته في طهران؟. فجأة ودون سابق إنذار نطق «خوفو» سورية الوزير وليد المعلم من طهران بأن سورية لن تقبل بالحوار مع المعارضة إلا بعد وقف العنف، وبالأمس القريب تحدث من موسكو أنه مستعد للحوار مع المعارضة وكأن الأيام تستدير لتسير عكس التاريخ وصولا للحظة انطلاق الثورة السلمية من درعا حيث تلقفتها الآلة السياسية الأسدية بوابل من تهم الخيانة والعمالة والتسخيف والاستخفاف والرصاص والقتل الجماعي الأعمى ما جر هذه الثورة وبفعل رغبتها في البقاء والاستمرار والدفاع عن نفسها نحو التسلح واعتماد الخيار العسكري سبيلا للوصول إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بينما بقي النظام على حاله. وحدها عدادات الموت بقيت تتحرك لتسجل المزيد من الضحايا والجرحى والمهجرين ما أنذر بكارثة إنسانية حقيقية ترخي بظلالها الثقيلة على المشهد السياسي العربي المتحرك أساسا وغير القادر على تحمل هذا القهر المتمادي الذي استجلب تطرفا من هنا وهناك وحط رحاله في بلد كسورية لم يعرف إلا بالتسامح والاعتدال والوسطية وعدم التطرف والتمذهب. كلام المعلم من طهران ما هو إلا للاستهلاك وإطالة أمد الأزمة لكي يتمكن النظام الأسدي من الاستمرار في القتل والبطش بدعم طهرانوموسكو. ولقد سمعنا في الماضي بطاولة التشاور التي بدأت برئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع بتعديل مستجد يتمثل «بمفهوم التعددية السياسية» أي إشراك العديد من القوى السياسية في إدارة شؤون البلاد وفق ديمقراطية تقوم على سيادة صندوق الاقتراع. حديث المعلم لم يعد مجديا ولن يصدقه أحد لأن أزلام النظام الأسدي تعودوا على المناورة والمراوغة التي تجيدها القيادة السورية غير الآبهة بتعداد قتلى بلادها ولا بخراب «بصرتها» فلا أعتقد أن كلام المعلم أصبح مؤثرا، فهو يتحدث بلغة إيران وعبر الإيقاع الروسي. ولقد أطل نظام بشار منذ مدة ليعلن مبادرة تقوم على مبدأ أن الحل يأتي بعد النصر، ولا أعتقد أن هذا الحل سينطلق حتى يخرج الرجل مرة أخرى ليقول: أنا مع الحل وقاعدته الحوار لنصل إلى انتخابات حرة ودستور جديد في عملية انتقالية تضمنها الأممالمتحدة وتشارك فيها أطراف المعارضة الداخلية والخارجية. وعلى بشار أن يعلم أنه أمام طريق واحد وهو الرحيل فورا.