الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن الواقع المرير في سوريا لن يتغير، بل قد يزداد سوءا مالم يحسم المجتمع الدولي أمره في التحرك الجاد والسريع في وضع حد لهذه المأساة، مبينا أنه لم يعد هنالك أي خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه، من نظام بلغ حدودا قصوى في الطغيان والشراسة، مشيرا إلى أن الدفاع عن النفس أمر تؤكد عليه الشرائع والقوانين كافة. جاء ذلك في كلمة للأمير سعود الفيصل الذي يرأس وفد المملكة المشارك في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في روما أمس. وقال إن اجتماعنا اليوم يتسم بأهمية خاصة، ويجب أن يكون حاسماً بالنظر لما تعكسه المرحلة الراهنة للأزمة السورية من تفاقم في الأوضاع، مع استمرار نهج النظام السوري في تعطيل وإفشال أي محاولة لتحقيق تسوية سياسية للأزمة. وأضاف الفيصل: يكفي أن أشير إلى لجوء النظام السوري لاستخدام أنواع الأسلحة المدمرة كافة بما في ذلك صواريخ سكود ضد المدنيين ودون تفرقة، مشيرا إلى أن مما يدعو للأسى، أن بعض الدول تقوم بالمساعدة في تزويد النظام بالسلاح والعتاد الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري. وبين أن الإحجام عن توفير الحاجات الضرورية للشعب السوري لتمكينه من ممارسة حق الدفاع المشروع عن نفسه، يستند على فرضية لا أساس لها حول إمكانية أن ينتهي السلاح المقدم لعناصر المقاومة في سوريا إلى فئات ذات توجهات متطرفة أو متشددة مما يترتب عليه التمهيد لاعتلاء هؤلاء سدة السلطة. مؤكدا أن هذا الأمر يفتقر إلى المنطق. وحول ما يقال عن انقسام المعارضة، رأى وزير الخارجية أن الاعتقاد السائد بوجود انقسام داخل المعارضة، لا يتفق مع واقع نشوء الائتلاف السوري، الذي أسهم في بلوغ قدر كبير من الاتفاق والتلاقي، وأدى إلى توحيد في الرؤية والاستراتيجية بين جل فئات المعارضة السورية. معتبرا أن الائتلاف يحظى باعتراف دولي واسع ويتمتع بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة. وقال الفيصل: إن مصير القضية السورية يتوقف على جديتنا وعزمنا في اتخاذ موقف صلب وصريح يعكس وحدة المجتمع الدولي. وأضاف: أناشد ضمائركم، حيث إن الوقت يداهمنا جميعا، إنه لا يمكن للمجتمع الدولي التسويف أكثر من ذلك، ويتعين علينا التحرك فورا لمساعدة الشعب السوري. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن المشاركين من ممثلي الولاياتالمتحدة والدول العربية والأوروبية من أصدقاء الائتلاف وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي للهيئة المعترف بها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وفي هذا السياق، قرر الاتحاد الأوروبي تقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين كما أفادت مصادر أوروبية. وأوضح مجلس أوروبا في بيان أنه «أجرى أيضا تعديلا على الحظر على تقديم الأسلحة ليسمح، على الصعيد القانوني، بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية لحماية المدنيين» إلى المعارضة السورية. وهكذا يمكن على سبيل المثال تزويد أعضاء في المعارضة بسيارات حماية. وأيضا التدريب على استخدام معدات عسكرية مثل مضادات الصواريخ إذا كان الهدف من ذلك حماية السكان. بينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري، تقديم «60 مليونا من المساعدات غير القتالية لدعم الاحتياجات العملانية اليومية للمعارضة حتى تواصل العمل على تحقيق انتقال سياسي».