على عكس أقرانهم وأبناء جيلهم، فاهتماماتهم أبعد من تكون عن جيل جل همه التقنية والهواتف الذكية، بل إن هذه الفئة من الشباب عشقت الهواء الطلق بعيدا عن البرامج التي تبثها قنوات التلفزة على الهواء المباشر . شباب عشريني يعشق الجلوس على الصخور، في منأى عن التقنية الحديثة، بعيدا عن الضوضاء يحلمون باستنشاق النسيم العليل، فعلى الطريق المؤدية إلى تهامة عسير وبين النفق رقم 22 23 للقادم من الجوة يتمركز مجموعة من الشباب فوق صخرة بالقرب من بعضهم وكل واحد يجلس بطريقته الخاصة يتبادلون الحديث ويرددون القصائد بألحان قراهم. يذكر يحيى محمد أنه يقضي وقت الفراغ الذي يعانيه بعد تخرجه في الثانوية العامة في ظل ظروفه التي منعته من مواصلة الدراسة الجامعية، وبعد أن خلص من دراسة الحاسب الآلي لم تسمح له الظروف بمواصلة الدراسة والالتحاق بالمرحلة الجامعية ولم يجد عملا يناسب مؤهله فآثر الجلوس على الصخور بعيدا عن التقنية وأصدقاء السوء. البحث عن الوظيفة ويقول مشبب سلمان: «كنا في وقت سابق نسكن أسفل العقبة ومع الوقت تطورنا (قالها ضاحكا) نعم تطورنا صعدنا إلى أعلى بالقرب من العقبة ومع ذلك بقي حالنا كما هو ظروفنا المادية صعبة والحصول على وظيفة أصعب وتحقيق أحلامنا أمر شبه محال ويوميا نجتمع فيما بيننا خاصة أن ظروفنا واحدة وجميعنا من قبيلة واحدة وجميعنا نسكن بالقرب من بعضنا البعض كل يوم تجدنا في ذات المكان نتبادل الأحاديث والقصائد وبعض القصص التي كان آباؤنا وأجدادنا يروونها لنا». واقعنا القروي ويضيف علي محمد قائلا: «رغم أن همومنا كثيرة وبعضها مبك إلا أننا نجلس هنا متناسين كل مشاكلنا وكل همومنا، نضحك ونتبادل ما نحفظه من القصائد ونسرد حكايات الخرافة التي حفظناها من أجدادنا». ويزيد: «الجميل في الأمر أننا نختلف عن أبناء جيلنا فلا تستهوينا وسائل التقنية أو البلاك بيري أو غيرها من اهتمامات الشباب التي نشاهدها اليوم، بل لنا واقعنا القروي الذي لم يتغير رغم الظروف». طرد الهموم ويشاركه الرأي جبار محمد الذي يلجأ إلى ذات المكان لتبديد همومه والبعد عن الحياة المدنية التي أشغلت الناس عن بعضهم، مشيرا إلى أن التقنية سلبت الروح الاجتماعية من قلوب الناس وأصبحوا يعيشون أجسادا بلا أرواح تتواصل مع بعضها في الوقت الذي تكتظ المجالس بالبشر إلا أن الجميع مشغول بهاتفه الذكي. لا نريد التلفزيون ويقول يحيي مفرح: «درست حتى المرحلة الثانوية وأصبحت الآن أقضي وقتي في النوم وعلى هذه الصخور ألتقي بأصدقائي وأتبادل معهم الحديث لا أبحث عن تلفزيون أو مسلسلات تلفزيونية ولو أن الأمر بيدي لأخرجت التلفزيون من منزلنا». الهواء الطلق ويقول مشبب محمد: «أنا أفضل أن أقضي وقت فراغي في الهواء الطلق ولا أشعر بأي ملل لذلك، فالجلوس في هذا المكان أفضل من التسكع هنا وهناك، فالحياة هنا صعبة وكذلك التضاريس».