كشفت عدسة “الشرق” عن أخطاء في تصميم سد ضمد الذي استحال سدا للمخلفات والطين وجذوع الأشجار، بدلا من أن يكون سدا للمياه، إذ تراكمت الرواسب الطينية والمخلفات فيه إلى ارتفاع 11 مترا، وأغلقت جميع منافذ التفريغ. تصميم غير مدروس وكان مشروع السد يهدف إلى تزويد سكان محافظات فيفاء، الداي، والعيدابي بالمياه، ونظراً للمسافة البعيدة لمجرى وادي جوري، ووادي ضمد، تم وضع سدود صغيرة قبل السدّ الكبير في ضمد، لتنقية مياه السيول من الشوائب قبل وصولها إلى السد الكبير، إلا أن تصميم تلك السدود لم يكن مدروسا بالشكل المناسب، حيث كشف عاملون في السد أن منسوب الطين والمخلفات التي جرفتها السيول وصل في السد الكبير إلى 11 مترا، فيما أخذ منسوب المياه يرتفع بشكل متواصل تدريجيا يوما بعد يوم، في عجز تام من قبل الجهات المعنية عن فتح منافذ التفريغ. كارثة وشيكة وكان لتوقف الأمطار على المناطق الجبلية في الوقت المناسب، دور في إنقاذ أرواح الساكنين على ضفاف الوادي ناحية السد، حيث أتاح الفرصة للشركة المشغلة أن تعمل على استحداث فتحة لتفريغ السد، وجرى استخراج أكوام هائلة من المخلفات وجذوع الأشجار التي جرفتها السيول، ليتسنى لهم إكمال مراحل الصيانة قبل هطول الأمطار مجددا. أعمال هزيلة وفي ظلّ تحفظ فرع وزارة المياه في المنطقة والشركة المنفذة للمشروع عن الرد على استفسارات “الشرق” حول المشكلات التي تواجه السدّ، والمخاطر التي تهدد الأهالي على إثرها، عبر عدد من سكان المنطقة عن مخاوفهم من بقاء كميات هائلة من العوالق والمخلفات الممتدة على مساحة يتجاوز حجمها كيلو متر مربع، وبارتفاع 11 مترا، ومعربين عن قلقهم وعدم ثقتهم بقدرات الشركة التي وصفوها ب”الهزيلة” في التصدي للمخاطر التي قد تهددهم مجددا عند هطول الأمطار، مؤكدين أن كميات الأتربة والعوالق والمخلفات تحتاج لمشروع يفوق عشرة أضعاف ما يجري العمل عليه حاليا”. حلول مؤقتة المواطنون القريبون من سدّ وادي ضمد، ومنهم حسن أحمد غزواني، وسلمان جابر غزواني، أوضحوا ل”الشرق” عن مخاوفهم وقلقهم الكبير، وقالوا “نحن أعرف بتلك الأودية ومخاطرها التي يعجز المشروع الحالي عن الصمود أمامها، وتوقف الأمطار أتاح الفرصة للبحث عن حلول عاجلة لتفريغ السد الذي كاد أن يسجل كارثة غير مسبوقة، وأضافوا “لكنها حلول مؤقتة”، مشيرين إلى أن الوادي مشهور بكوارثه قبل عمل السدود، “فكيف يتم احتواؤه بتلك الطرق الهزيلة، التي ما كانت إلا وسائل لتحجيم الكارثة”. مشروع عاد بالضرر من جانبه، حمّل المواطن علي محمد غزواني المسؤولية على الشركة المشغلة للسد، مشيرا إلى أنها أقفلت السد لفترة تزيد عن شهر في موسم ذروة الأمطار على المناطق الجبلية، وقال “أبلغنا مرارا وتكرارا جهات عدة، منها المحافظة وفرع وزارة المياه في جازان، بضرورة تصحيح وضع السدّ، إلا أن أحدا لم يستجب لتحذيراتنا، وبالفعل حدث ما كنا نخشاه، حيث تحول السد إلى بحيرة احتوت كميات هائلة من الأتربة والعوالق التي حوت كل مخلفات تلك الجبال من الأشجار والحيوانات النافقة، إضافة إلى الكثير من النفايات، ليتحول السد إلى مرمى مخلفات ما جرفته السيول، ويبقى شاهدا على حجم الكارثة التي أصبحت تهددنا بانتشار الأوبئة والأمراض”، كما اعتبر كل من المواطن علي عميش، سليمان محمد، يحيى حسن، يحيى علي غزوني، علي حسن، وأحمد يحيى، في حديثهم ل”الشرق” أنهم لم يجنوا من مشروع السد “غير الأوبئة التي تهدد صحة السكان المجاورين”. كمية من جذوع الأشجار بعد رفعها من السدّ