لا يستغرب أهالي أحياء النزلة اليمانية والثعالبة والهنداوية والسبيل والقريات المعروف ب«الكويت» قديما جنوبي محافظة جدة، المشهد اليومي الذي يعايشونه من انتشار الورش والمستودعات التي تتوسط المنازل السكنية والساحات واستمرار ظاهرة الباعة المتجولين وبسطات الخبز الجاف المنتشرة في تلك الأحياء وتراكم النفايات والسيارات الخربة في الساحات الخالية وداخل الأحواش والبيوت القديمة المهجورة. لكن المؤلم الذي يعاني منه ويتقاسمه الجميع في تلك الأحياء أن الأوساخ باتت تلتصق بأثوابهم رغم أنهم منها بريئون، بالإضافة لما يعانونه مؤخرا من مضايقات واختناقات مرورية بسبب الشاحنات الكبيرة التي باتت تتسابق للبحث عن أماكن خالية للوقوف داخل شوارعها الضيقة ما يثير الاستغراب والتساؤل عن دور الجهات المعنية الغائب والجولات الميدانية التي بحسب سكانها لا وجود لها على أرض الواقع. وأوضح أحمد سعيد من سكان حي القريات أن الحي يعاني من ضعف أعمال النظافة ورفع النفايات كما أن بقايا الخبز المجفف وأكوام الصناديق الورقية التي تكدسها في بعض الأزقة وشوارع الحي العمالة المخالفة والنابشات باتت مرتعا للجرذان والحشرات ومصدرا لغذائها وتكاثرها والمؤسف أن عمال النظافة لا يجرؤون على رفعها أو الاقتراب منها خوفا من النابشات الأفريقيات، مشيرا إلى معاناتهم في الحي من الشاحنات وسيارات النقل التي يتعمد أصحابها مضايقتهم بإيقافها داخل الحي وفي الساحات ما أجبر بعض السكان على إيقاف سياراتهم في الشوارع الرئيسية القريبة من الحي جراء استمرار مضايقات سائقي الشاحنات لهم وعدم اتخاذ الجهات المعنية إجراءات تضمن إنهاء هذه المخالفات، مطالبا أمانة جدة والمرور باتخاذ إجراءات صارمة لإنهاء هذه السلبيات التي أصبحت تحتاج الحزم لعلاجها، لافتا إلى أن الحي يعاني من ازدياد العمالة السائبة والباعة الجائلين أمام المساجد وبوابات المدارس. وشكا عصام محمد من سكان النزلة اليمانية من فوضى الورش ومخلفاتها التي أضرت بالوضع البيئي «فالحي منذ زمن يعاني من بعض الظواهر السلبية التي زادت جراء ضعف الرقابة كانتشار النابشات والعمالة المخالفة التي وجدت في الأحواش المهجورة والفلل والقصور القديمة مخابئ للسكن وتخزين ما يجمعونه من مخلفات الكرتون والعلب المعدنية»، مشيرا إلى أن الجهات ذات العلاقة سواء في الأمانة أو الجوازات والشرطة كان من المفترض أن تعمل بشكل دوري على مواقع تحرك هذه العمالة والمنافذ التي تستقبل منهم المخلفات كي تصل إلى النتيجة المأمولة بإنهاء هذه المخالفات من خلال ضبط الأشخاص الذين يؤمنون للعمالة المخالفة سبل شراء المخلفات لأن الحل يبدأ بضبط هذه الفئة وبعد ذلك معالجة وضع من يجمعون المخلفات، مطالبا بأهمية التعاون بين جميع الجهات لإنهاء الظواهر السلبية وضبط المخالفين بشكل عاجل خصوصا أن أعدادهم تضاعفت بشكل كبير والأضرار التي لحقت بالنظافة والوضع الأمني جراء انتشارهم باتت تشكل تهديدا على الوطن والمواطن. وبين أحمد هادي من سكان حي الهنداوية أن النابشات الأفريقيات اللاتي يجمعن الصناديق وبقايا الخبز حولن أجزاء من الأزقة والمواقع في الحي إلى أماكن لتكديس ما يجمعنه فيها تمهيدا لتعبئة الخبز المجفف في أكياس وربط أكوام الصناديق في حزم صغيرة ليسهل تحميلها في السيارات التي ستنقلها الى مواقع البيع نهاية اليوم في مشهد يؤكد عدم مبالاتهن بسيارات الأمانة التي تمر بجوارهن خلال ممارسة عملهن. ويشير إلى أن الحي يعاني من تواجد بعض السيارات الخربة وانتشار المستودعات داخل بعض الأحواش بصورة غير نظامية ما أدى إلى مضايقات للسكان بسبب الشاحنات التي تأتي إما للتفريغ أو للتحميل من هذه المستودعات التي يعمل فيها عدد من العمالة غير النظامية كما أن المظهر العام لها يثير الشك حول ما يتم تفريغه أو تحميله تمهيدا لنقله من الناحية الأمنية. ويرى هادي ضرورة تخصيص الأمانة والجهات الأمنية حملات مفاجئة على هذه الأحواش للتأكد من أوضاعها وتطبيق الأنظمة بحق المخالف منها. وأكد ناصر علي من سكان حي السبيل أن معاناة الأهالي مع تدني النظافة ومستودعات السكراب التي تشهد نشاطا في فترات الصباح يوميا لم تعد تقلقهم بمستوى السلبيات الأخرى التي أصبحت تخيفهم كزيادة أعداد المجهولين والعمالة السائبة من الجاليات الأفريقية التي وجدت في الأحواش والمنازل المهجورة ملاذا للتخفي هربا من الحملات الأمنية. وقال «السبيل ليلا وضعه مخيف إلى حد يستدعي تحرك الجهات الأمنية لضبطه أمنيا واجتثاث الذين يشكلون خطرا على الأمن العام خصوصا زوار الفجر الباحثين عن المؤثرات العقلية». ويطالب بإعادة دراسة الحي بلديا تحديدا شارع المليون طفل وما يعرف بالحفرة التي يرى أنها ساهمت في اختباء المتعاطين والمروجين وإعادة تخطيطها وتوسعة وإنارة الشوارع المؤدية لها ما يضمن بشكل مباشر سهولة دخول الدوريات الأمنية والجهات الأخرى، وستكون لذلك نتائج إيجابية إذا ما تم العمل على ذلك سريعا. بدورها أكدت أمانة جدة مراقبة إدارة نظم المعلومات الجغرافية في الأمانة كافة أنحاء المحافظة بواسطة المصورات الجوية عبر الأقمار الصناعية من خلال رفع صور جوية عالية الدقة والوضوح يستطيع من خلالها مراقبو الأمانة والجهات المعنية كشف التعدي على الأراضي ورصد أي مخالفات قائمة على أرض الواقع سواء كانت تعديات على أراض حكومية أو إنشاء أحواش بطرق غير نظامية بهدف تأجيرها على العمالة المخالفة التي تستخدمها للإضرار بالمواطن عبر إعادة التصنيع والغش التجاري. وأشارت الأمانة إلى أن المصورات الجوية تساعد في تحديد نوع النشاط المخالف الممارس داخل هذه المواقع سواء كان إعادة تدوير نفايات أو غيرها من الأنشطة المخالفة لتتم معالجتها. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن لدى إدارة الجوازات خططا دورية لمتابعة جميع الأحياء السكنية في جدة وتنفيذ حملات دورية منفردة لإدارة الجوازات أو حملات مشتركة مع مجموعة من الجهات ذات الاختصاص (الشرطة إدارة المجاهدين والهلال الأحمر) لملاحقة المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وشدد على ضرورة تعاون الجميع بسرعة الإبلاغ عن أي متخلف أو مخالف يتم استخدامه في أي موقع أو حي سكني والاتصال على الرقم (992) مؤكدا أنه سيتم التعامل مع أي بلاغ على وجه السرعة حرصا على أمن الجميع وسلامتهم. رقم للتواصل أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق استمرار الحملات الأمنية والتنسيق مع الجهات المعنية للقبض على المخالفين والمجهولين واستهداف المواقع شبه المهجورة التي يستخدمها مخالفو نظام الإقامة للاختباء، مشيرا إلى أن الشرطة خصصت الرقم 6425550 لتلقي ملاحظات وشكاوى المواطنين حول هذه الملاحظات لتتم معالجتها بعد التأكد من صحة المعلومات الواردة في البلاغات.