عبر عدد من المواطنين في محافظة تيماء عن استغرابهم من الهدر العشوائي للرمال البيضاء من قبل بعض الشركات والتي تستخرج من الرمال مادة السليكا الخاصة بصناعة الزجاج. وأوضحوا أن هذا الهدر يلوث البيئة ويغير طبوغرافية المنطقة، مؤكدين أن ضواحي تيماء أصبحت عبارة عن ندوب لا تمحوها السنين، وأضافوا أن تجار الرمل لا يعنيهم المحافظة على المتنزهات البرية، وإنما يهمهم ما تدره الرمال من مبالغ مالية تصب في حساباتهم. وأكدوا في تصريحات ل«عكاظ» ضرورة وجود اشتراطات جادة تتدخل في تنظيم هذه الفوضى -على حد وصفهم- وقالوا إن بعض الشركات التي باتت تحاصر المنطقة من كل الجوانب وهناك ضرورة في الوقوف على رخص التعدين، الذي يلزم المؤسسات أو الشركات بعمل دراسة تقويم أثر بيئي من قبل الشركات. وفي هذا السياق أوضح كل من مرضي معوض وعارف شعير وعوض عبدالله أن العمل المتواصل على مدار الساعة من قبل تلك الشركات حرمهم من الراحة خاصة أن العمل يستمر من بعد صلاة العصر إلى أواخر منتصف الليل مما دفع بعض أهل البادية إلى الرحيل والابتعاد عن هذه الشركات. وتابعوا أن سكان القرى القريبة من أعمال الشركات يعانون من الأتربة المتصاعدة التي تملأ المنطقة بالغبار وتؤدي هذه الأتربة وفقا لقولهم إلى تلوث المياه الجوفية وحدوث اضرار بيئية، إضافة إلى تلوث النباتات الطبيعية المصدر الوحيد للماشية وتضرر الأراضي الرعوية الأمر الذي حتماً سيؤدي إلى نفوق الماشية مطالبين الجهات ذات العلاقة بالتدخل ومعاقبة مخالفي الأنظمة. وقال ل«عكاظ» وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي ابراهيم النعيمي ردا على استثمار رمل السيلكا جنوب مدينة تيماء والاستهلاك الجائر الذي شوه طبيعة المنطقة وهل يخضع للإشراف من وزارة البترول والثروة المعدنية، قال لايستخرج أي شيء من الأرض في المملكة إلا برخصة من الوزارة سواء كان معادن أو بترولا أوغازا. الجدير بالذكر أن إمارة منطقة تبوك سبق وأن وجهت محافظة تيماء بإيقاف الشركات التي ليس لديها رخص أو التي تقوم بتركيب فلاتر تخفف الغبار المتطاير وإيقاف المعدات والسيارات عن العمل حتى تصحح وضعها.