لم تكتف معامل الطوب المنتشرة في حي الكعكية في العاصمة المقدسة بإزعاج السكان وتشويه المنظر العام، بل امتد خطرها لتصدر لهم البعوض الناقل لحمى الضنك، الذي يتكاثر بكثافة حول المياه الراكدة داخلها، ولم يجد أهالي الكعكية أمام هذه المعاناة سوى تكرار مطالبهم للجهات المختصة بنقل تلك المعامل خارج النطاق العمراني وتكثيف عمليات رش المستنقعات. وتذمر محمد عثمان من معامل الطوب التي تصدر لهم الازعاج في الكعكية، فضلا عن احتضانها مستنقعات راكدة تنفث الروائح الكريهة والحشرات في الكعكية. وذكر أن معامل الطوب مصدر رئيسي للتلوث في الحي، لافتا إلى أنها تخلف النفايات المكونة من أكياس الأسمنت والرمل، فضلا عن مخلفات البناء. وشدد على أهمية إزالة تلك المعامل خارج التجمعات السكانية، خصوصا أنها تغص بمخالفي أنظمة العمل والإقامة، متمنيا أن تنتهي المشكلة التي يعانون منها منذ سنوات عدة. إلى ذلك حذر سعيد الحربي من انتشار حمى الضنك بين سكان الكعكية نتيجة المياه الراكدة في شوارعهم الناجمة من معامل الطوب، مشددا على أهمية أن تتحرك أمانة العاصمة المقدسة وتعمل على إيجاد حل جذري للمشكلة من خلال نقل معامل الطوب خارج النطاق العمراني، وتكثيف عمليات رش المستنقعات وتجفيفها. وقال الحربي: تقدمنا بشكاوى عدة لبلدية الشوقية الفرعية، وطالبنا خلالها بنقل معامل الطوب بعيدا عن السكان، وأفادنا المسؤولين في البلدية أنهم وقفوا على طبيعة الحي، ووعدونا بأنهاء المشكلة ورش المياه الراكدة في المعامل التي تصدر لنا الروائح الكريهة والحشرات. من جهته أعرب خالد العبدلي أن سكان الكعكية يخشون من ظهور حمى الضنك بينهم، نتيجة تجمع المياه داخل معامل الطوب، مطالبا الجهات المختصة المسؤولة وأمانة العاصمة المقدسة بالتدخل السريع لحل المشكلة وعدم تجديد رخص تلك المعامل داخل الأحياء. ورأى أن مراجعاتهم والشكاوى التي تقدموا بها للبلدية الفرعية للوقوف على مشكلتهم ووضع الحلول لها لم تجد نفعا، موضحا أن إدارة النظافة في أمانة العاصمة المقدسة أجرت عمليات الرش لفترة محدودة ومتقطعة ثم اختفت وعاد البعوض للتكاثر من جديد. بدوره شكا إبراهيم الثقفي أن الخطر يتربص بأبنائهم وأسرهم في الحي من خلال المياه الراكدة، مشيرا إلى أنهم فرضوا على أبنائهم حظر تجوال في الحي، وأحكموا إغلاق نوافدهم خشية تسرب الحشرات إليها، متمنيا إنهاء المشكلة سريعا قبل أن تتفاقم. تكثيف الرش أوضح مدير عام النظافة في أمانة العاصمة المقدسة المهندس محمد عبدالرحمن المورقي أنهم يكثفون عمليات رش المناطق التي يتوقع أن يتكاثر فيها البعوض، من خلال تسيير فرق في أوقات معينة يكثر فيها تواجد البعوض. وقال المورقي: هناك جهود في مجال التوعية للوقاية من الضنك، لخفض حالات الإصابة به، وهو يعتمد إلى حد كبير على التعريف بمسبباته والحد من انتشار وتكاثر البعوض الناقل له والتنسيق الفعال ما بين الجهات الأخرى ذات العلاقة كوزارة الصحة والزراعة.