اتهم سكان بني عمرو (شمال النماص) وزارة الصحة بالمماطلة في بناء المستشفى الذي حددت الأرض التي سيقام عليها منذ خمسة أعوام، ولكنها لا تزال حتى اليوم ترابا وحجارة تغطي مساحتها الشاسعة التي تبلغ 005 ألف متر مربع. وانتقدوا التهميش الذي تنتهجه الوزارة حيال مركزهم، خصوصا مع استمرار معاناتهم من سوء وضع المركز الصحي الذي يخدم عشرات القرى التابعة للمركز، والذي شارف عمره على الخمسة عقود وليس فيه سوى المسكنات التي يمنع صرفها بعد منتصف الليل، وهو موعد إغلاق أبوابه، وفي أيام الإجازات. وقال ناعم العمري: «إن مركز بني عمرو في تطور مستمر وعدد سكانه يرتفع بشكل متواصل، فهو يضم عشرات القرى والهجر». وأضاف أن الحكومة شملتنا برعايتها، حيث صدر أمر سام قبل 3 عقود باعتماد وإنشاء مستشفى بني عمرو، ولكن مرت السنوات الطويلة ونحن ما زلنا نتكبد مشاق البحث عن العلاج في محافظتي النماص وبلقرن البعيدتين، لأن المركز الصحي عندنا ليس فيه تخصصات أو أجهزة حديثة، بل فيه طبيب واحد يخدم هذا الكم الهائل من المرضى والمراجعين وبإمكانيات متواضعة للغاية. من جانبه، قال سعد الفيرمان: «إن أهالي بني عمرو واصلوا مطالبتهم بإنشاء المستشفى حتى صدر أمر سام بتنفيذ الأمر السامي الصادر بتاريخ 6 / 8 / 1429ه برقم 6089 / م ب والقاضي بإنشاء مستشفى في مركز بني عمرو بسعة 100 سرير». وسأل: «هل يعقل أن ننتظر أكثر من 40 عاما لإنشاء المستشفى ؟»، مشيرا إلى أنه لم يتم بناء لبنة واحدة في الأرض التي لا تزال مكوناتها حجر وتراب وشجر بدلا من طبيب ودواء وسرير. وطالب وزارة الصحة بتبرير ما يحدث من تأخير لإنشاء هذا المستشفى. وناشد عبدالله العمري وزير الصحة بالتحقيق ومحاسبة المتسبب في ترك عشرات الآلاف من الناس بلا أجهزة غسيل كلوي وبلا أقسام للولادة والأطفال وبلا أجهزة أو أطباء، مضيفا أن المركز الصحي يغلق أبوابه بعد الساعة الثانية عشرة ليلا والخميس والجمعة يواصل إغلاقه وكأنه يحذرنا من أن نصاب بأي عارض صحي طارئ خلال هذه الأوقات. من جانبه، اعتبر صالح علي سكن الكادر التمريضي مقززا فهو مهجور منذ عشرات السنين والطبيب الوحيد الموجود فيه يأتي يوميا من خارج مركز بني عمرو لتقديم الفيفادول والكافوسيد وبعض المضادات الحيوية. واستغرب محمد العمري من اكتفاء الشؤون الصحية في عسير بتخصيص عربة إسعاف واحدة لسكان أكثر من 120 قرية. إلى ذلك، ناشد سكان بني عمرو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بإجراء التحقيق لمعرفة سبب عدم تنفيذ الأمر السامي منذ ثلاثة عقود، إضافة إلى مماطلة وزارة الصحة في بناء المستشفى رغم تخصيص الأرض منذ خمسة أعوام، لإيقاف مسلسل تزايد الضحايا الذين يقضون نحبهم قبل وصولهم لتناول جرعة علاج تنقذ حياتهم. أدرج في الميزانية «عكاظ» اتصلت بالناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير الذي قال: «إن مستشفى بني عمرو أدرج في ميزانية العام المالي 1434 ه / 1435ه وهو بسعة 100 سرير»، مشيرا إلى أنه في حالة عدم اعتماده من قبل وزارة المالية فسيدرج في ميزانية المنطقة للعام المالي 1435 ه - 1436 ه.