يعد مركز بني عمرو المبتعد 150 كليومترا إلى الشمال من مدينة أبها، من المراكز المصنفة على الفئة الأولى، وهو يضم نحو 70 قرية تقريبا يقطنها أكثر من سبعة آلاف نسمة. ورغم ذلك كله يفتقد أهالي بني عمرو للخدمات الصحية الكافية للتطبيب والمراجعة، إذ إن المركز الصحي الذي يخدم الأهالي تم انشاؤه عام 1381ه؛ أي قبل أكثر من 50 عاما ولا يحتوي على أسرة للتنويم، كما أنّ قسم الطوارئ التابع للمركز يعمل إلى الساعة الثانية عشرة ليلا تم افتتاحه في 10/4/1426ه ولا يعمل فيه سوى طبيب واحد وممرضة، ولم يتم استحداث وظائف وسيارة إسعاف واحدة. وفي ذلك، يقول مصلح ناصر وهو من أهالي بني عمرو «يوجد في مركز بني عمرو مركز صحي وحيد لا تتوفر له الإمكانيات اللازمة فهو عبارة عن مركز تم إنشاؤه لتقديم بعض الإسعافات الأولية وأحيانا تصله حالات حرجة ولكنه يعجز في الغالب عن تقديم شيء لها». وأشار ظافر سلطان إلى أن أقرب المستشفيات الكبرى لمركز بني عمرو شمالا هو مستشفى النماص ويبعد أكثر من 42 كيلو مترا وجنوبا وهناك مستشفى سبت العلايا الذي يبعد نحو 25 كيلومترا وهي مسافات طويلة نسبيا، خاصة في أوقات الضباب الكثيف الذي تشتهر به محافظة النماص ومراكزها معظم فترات العام والذي يزداد في منتصف السنة من كل عام. ويذكر سلمان عبد الله موقفا مؤثرا حدث له فيقول «وقع حادث مروري بجوار مجمع الدوائر الحكومية لابن أختي قبل شهور عدة، وكانت إصابته بالغة وهي عبارة عن نزيف داخلي وكسور، وحينما حملناه في سيارة أحد الأقارب بسبب عدم وجود مركز للهلال الأحمر إلى مركز بني عمرو، لم يستطع الطبيب إيقاف النزيف فاضطررنا إلى نقله بسياراتنا إلى مستشفى سبت العلايا الذي يبعد عن مركز بني عمرو كثيرا، لكنه توفي في منتصف الطريق ولو كان لدينا مستشفى مكتمل الإمكانيات لربما تداركنا حالته بمشيئة الله». وحول عدم وجود مركز هلال أحمر في بني عمرو يقول المواطن محمد علي «إلى الآن لم يتم إنشاء مركز للهلال الأحمر في بني عمرو، رغم كثرة الحوادث التي تقع بين الحين والآخر فيه ونضطر حينها لحمل المصاب في سياراتنا الخاصة إلى مستشفى النماص أو مستشفى سبت العلايا، وكلاهما بعيدان عنا مما يسهم بشكل كبير في تدهور حالة المصاب ريثما يصل إلى المستشفى هذا إن وصل وهو ما زال على قيد الحياة». من جهته، ذكر مصدر في محافظة النماص (فضل عدم ذكر اسمه) أن الخطة الخمسية الثامنة الممتدة من عام 1425 حتى 1430ه تتضمن إنشاء مستشفى في مركز بني عمرو بسعة 50 سريرا وبتكلفة إجمالية تبلغ 28 مليون ريال، ورغم دخول الخطة الخمسية التاسعة لم يتم البدء حتى في تهيئة الأرض التي اختارتها الشؤون الصحية في عسير لإنشاء المستشفى. من جانبه، أوضح رئيس مركز بني عمرو ظافر بن خلوفة أن مركز الهلال الأحمر ببني عمرو، قد تم نقاشه أثناء انعقاد المجلس المحلي في محافظة النماص وتم رفع المرئيات إلى مجلس منطقة عسير، وعلى إثرها تمت مخاطبة هيئة الهلال الأحمر في عسير باعتماده خلال الخطة المستقبلية. وأبان الناطق الرسمي للشؤون الصحية في منطقة عسير الصحية سعيد النقير أن مطالب أهالي مركز بني عمرو بإنشاء مستشفى مدرجة في ميزانية 1432-1433ه، وهي مرفوعة إلى الوزارة، ومن المؤمل أن يكون ذلك ضمن أولويات المشاريع الصحية المعتمدة في المملكة. وأكد مدير عام الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير طارق أبومسمار، أن بني عمرو مدرج ضمن المراكز الإسعافية المطلوب إحداثها في منطقة عسير بناء على توجيه أمير المنطقة والمتضمن تمديد أولويات افتتاح عدد من المراكز الإسعافية وفقا للمعايير الإسعافية المعتمدة من الإدارة العامة للتخطيط والميزانية في هيئة الهلال الأحمر السعودي.