كل عام وأنتم بخير، مضى عام كامل على مقال (تمشية مع معالي الأمين) الذي نشرته في هذه الزاوية بعد جولة لطيفة مع معالي أمين جدة أطلعني خلالها مشكورا على مشاريع الأمانة التي يمكن أن تنقذ هذه المدينة الساحرة من الحالة البائسة التي تعيشها، وقد حاولت بقدر الإمكان أن أصوم لمدة عام كامل عن الحديث عن إخفاقات أمانة جدة ريثما تنتهي الأمانة الأمانة من ورشة عملها الجبارة أو على الأقل تتضح الصورة أكثر حول قدرة الأمانة على إخراج جدة من واقعها المرير، صحيح أنني اخترقت هذا الصمت مرة أو مرتين بسبب شكاوى بعض القراء الأعزاء إلا أنني بشكل عام التزمت بالوعد الذي قطعته على نفسي. مالم أكتبه في ذلك المقال أنني في نهاية الرحلة قلت لمعالي الأمين أنه رجل محظوظ لأنه أستاذ جامعي يستطيع ترك المنصب متى ما أراد ويعود للتدريس في الجامعة وهي المهمة التي أعتبرها أهم من أي منصب، واليوم بعد مضي عام على ذلك المقال أنصح معالي الأمين نصيحة أخوية لأنه رجل لطيف جدا ويستحق كل خير بأن يعود إلى الجامعة ويترك كل هذا الصداع لأن (الشق أكبر من الرقعة) ولأن ورشة العمل العملاقة التي أقامها في جدة لم تحقق نجاحا يذكر. صحيح أن التحسينات التي طرأت على بعض الشوارع الرئيسية خففت من الزحام ولكن بصورة عامة لازالت شوارع جدة تعاني من الاختناقات المزعجة، أما المشاريع السياحية والترفيهية مثل مشروع الكورنيش فقد جاءت مخيبة للآمال لأنها لم تكتمل فعليا وينقصها الكثير كي تكون جديرة بالاهتمام ، ولازالت الحفر سمة عامة للكثير من الشوارع ومستنقعات الصرف الصحي تظهر فجأة في أماكن لا يتوقع أحد وجودها فيها. وما هو أهم من ذلك أن الأحياء (المسكينة) في شرق المدينة لم يتغير فيها شيء بل ازدادت حالتها سوءا بسبب عمليات الحفر والردم التي لا تنتهي حيث لا زال المقاولون يعيثون في الأرض فسادا وينفذون المشاريع بطريقة تقلق راحة السكان وتعقد عملية دخولهم أو خروجهم من الأحياء. باختصار كانت الساعات الثلاث التي قضيتها مع معالي الأمين كافية جدا لأن أتحدث معه بكل عفوية وأقول له إن ما حدث خلال عام لا ينبئ أبدا بأن جدة ستتحول إلى مدينة عصرية كما يأمل سكانها وأن التطور الحقيقي لم يتواجد إلا في المجسمات ورسومات الجرافيك وليس له وجود فعلي على أرض الواقع لذلك أظن يا معالي الأمين أن الجامعة تحتاجك أكثر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة [email protected]