يبدأ وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري اليوم جولة ماراثونية تستمر أسبوعين يزور خلالها عددا من حلفاء الولاياتالمتحدة في أوروبا والشرق الأوسط ويتباحث وإياهم في القضايا الساخنة ولا سيما الأزمة السورية. وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه حقيبة الدبلوماسية الأمريكية، سيزور كيري من 24 (شباط) فبراير الجاري ولغاية 6 (آذار) مارس كلا من لندن وبرلين وباريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة. وخلافا لما أعلنه مسؤولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضا الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فإن البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الأمريكية خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما بالمقابل الرئيس باراك أوباما الشهر المقبل. وإلى جانب تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولاياتالمتحدة وحلفائها على الضفة الأخرى من الأطلسي، فإن الوزير الأمريكي سيتباحث في «جولة الاستماع» هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة ولا سيما الحرب في سورية ومالي والملفان النوويان الإيراني والكوري الشمالي، إضافة إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية المجمدة والوضع في أفغانستان ومعضلة التغير المناخي. وفي الواقع، فإن قرار كيري تخصيص جولته الخارجية الأولى لأوروبا، في حين أن كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الأولى في 2009 إلى منطقة آسيا المحيط الهادئ عملا بسياسة الرئيس باراك أوباما جعل هذه المنطقة «نقطة ارتكاز» للاستراتيجية الأمريكية. وسيمضي كيري أكثر من 24 ساعة في مصر التي تشهد انتخابات تشريعية اعتبارا من 27 (نيسان) أبريل والتي كانت تجمعها علاقات وطيدة بالولاياتالمتحدة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي خلفه الآن الرئيس محمد مرسي الآتي من صفوف الإخوان المسلمين. وسيختتم كيري جولته الماراثونية في الخليج حيث يشارك خصوصا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.