يبدأ وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري اليوم جولة ماراثونية تستمر أسبوعين يزور خلالها عددا من حلفاء الولاياتالمتحدة بأوروبا والشرق الأوسط، لبحث عدد من القضايا لا سيما الأزمة السورية. وفي أول رحلة له للخارج منذ توليه حقيبة الدبلوماسية الأميركية، سيزور كيري اليوم و حتى 6 مارس المقبل كلا من لندنوبرلين وباريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة. وخلافا لما أعلنه مسؤولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضا الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فإن البرنامج الرسمي للزيارة خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما بالمقابل الرئيس باراك أوباما الشهر المقبل. وسيتباحث الوزير الأميركي في "جولة الاستماع" هذه مع مضيفيه مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة ولا سيما الحرب في سورية ومالي، والملفان النوويان الإيراني والكوري الشمالي، إضافة لعملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية المجمدة، والوضع بأفغانستان ومعضلة التغير المناخي. والوزير الجديد الذي تولى مقاليد الوزارة في الأول من فبراير الجاري خلفا لهيلاري كلينتون معروف بأنه من أبرز دعاة توطيد العلاقات الأميركية الأوروبية، وأمضى سنوات عدة من طفولته في برلين حيث كان والده دبلوماسيا معتمدا فيها، إضافة إلى أنه يتحدث الألمانية والفرنسية. وفي الواقع فإن قراره تخصيص جولته الخارجية الأولى لأوروبا، في حين أن كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الأولى في 2009 إلى منطقة آسيا المحيط الهادئ، عملا بسياسة أوباما جعل هذه المنطقة "نقطة ارتكاز" الاستراتيجية الأميركية. وبالفعل سلط وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله الضوء على هذه النقطة، مؤكدا أن زيارة نظيره الأميركي لبرلين في 26 الجاري هي "إشارة مهمة للعلاقات عبر الأطلسي". والتفسير ذاته تكرر في باريس التي ترى في اللقاء المقرر بين كيري والرئيس فرنسوا هولاند في 27 الجاري ثم لقائه مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس فرصة "للتباحث في العلاقات عبر الأطلسي". وفي برلين سيلتقي كيري أيضا نظيره الروسي سيرجي لافروف، للبحث في الملفات الخلافية بين بلديهما ولا سيما الحرب في سورية، لكنهما سيتباحثان أيضا في الملفات التي تجمع بينهما ولا سيما أزمتا إيران وكوريا الشمالية، كما أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند. أما في ما يتعلق بالملف السوري فسيكون في صلب الزيارة التي سيجريها كيري إلى روما في 28 الجاري حيث يشارك في مؤتمر "أصدقاء سورية" الداعم لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، ويلتقي على هامشه أيضا الائتلاف السوري المعارض. وسيختتم كيري جولته الماراثونية في الخليج حيث يشارك خصوصا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.