عندما تسير في شوارع نجران تشد انتباهك البسطات العشوائية التي تنتشر بشكل متزايد، وتديرها عمالة مخالفة تبيع الخضروات والفواكه في الشوارع، مستغلة سبات الأمانة العميق وغيابها عن ملاحقتهم ومنعهم من البيع العشوائي، ضاربين صحة المواطن عرض الحائط، همهم الوحيد البيع والكسب دون معرفة الأضرار التي تسببها خضارهم المكشوفة على كل أنواع الحشرات والاتربة المتصاعدة وعوادم السيارات، خصوصا أن بعضها يحتاج إلى درجة برودة معينة حتى تحتفظ بنكهتها، إضافة إلى تسببهم في ربكة السير بسبب تمركزهم الخاطئ في الشوارع وما ينتج عن ذلك من حوادث مرورية، وما يسببونه من قطع الرزق على أصحاب المنشآت التجارية من أبناء البلد، خصوصا أنهم يحتلون مواقعهم بدون أي يتكلفوا أي هللة بدلا عن وقوفهم وبيع منتجاتهم فيها. «عكاظ» التقت عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن خطورة هذه الظاهرة التي تزايدت بشكل غريب في شوارع المنطقة. بداية حمل محمد مهدي آل الحارث أمانة منطقة نجران المسؤولية كاملة عن انتشار هذه الظاهرة، كونها لم تتخذ أي إجراءات لمنع هؤلاء الباعة من بيع منتوجات الخضار والفواكه في شوارع المنطقة، وما بسببونه من زحمة في الشوارع بسبب وقوفهم الخاطئ فيها. وأكد محمد آل خرصان أن هؤلاء الباعة أغلبهم من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، وأنهم يشكلون خطرا على أمن المنطقة لما قد يسببونه من جرائم في ظل غياب أصحاب البيوت عن منازلهم في الفترة الصباحية إلى مقر أعمالهم، مبديا خشيته أن يستغل هؤلاء هذا الغياب ويقدموا على ارتكاب أعمال لا تحمد عقباها. واكد أنه تقدم ببلاغ في تاريخ 16/3/1434 وبلاغ آخر هذا الاسبوع على رقم الأمانة المجاني 940 وحتى هذه اللحظة لا حياة لمن تنادي. واستغرب علي آل دويس انتشار الباعة الجائلين في أغلب شوارع نجران الرئيسة والفرعية، مضيفا أن نجران في السابق كانت تتزين بانتشار المحلات الخاصة التي تزاول مهنة بيع الخضار والفواكه والتي كان لها منظر جمالي ينعكس على تقدم التنمية في المنطقة، لكن في الفترة الأخيرة انتشرت البسطات العشوائية في طرقات المنطقة وشوهت جمالها، متسائلا أين دور الأمانة في منعهم من ذلك؟ وأين دور وزارة العمل في مراقبة حلقة الخضار التي تعج بالعمالة الوافدة، خصوصا أن هناك قرارا من مجلس الوزراء يقضي باقتصار عملية البيع في أسواق الخضار والفواكه على السعوديين. وأفاد ثامر القاضي أن الباعة الجائلين يعرضون منتجاتهم تحت أشعة الشمس الحارقة، كما أنها تتعرض للغبار ولعوادم السيارات والقاذورات والذباب، ما يصيبها بالتلوث ويكون المواطن هو الضحية. وطالب الأمانة بأن تتخذ موقفا جادا ضد هؤلاء الباعة بالتعاون مع باقي الجهات الحكومية ذات العلاقة لمنعهم، وإعادة شوارع نجران إلى جمالها ونظافتها. غرامات ومصادرة أكد مدير العلاقات العامة في أمانة نجران أحمد آل الحارث ل «عكاظ» أن مراقبي الأمانة يعملون على مدار اليوم ولديهم الصلاحيات بفرض غرامات مالية، وبمنع الباعة المخالفين من البيع، مشيرا إلى أنه في حال كان الباعة غير نظاميين ومتخلفين تصادر بضاعتهم والسيارة، وتبلغ دوريات المرور باستلام السيارة واتخاذ الإجراء اللازم.