لم يتمكن مدير إقليم الوسط الغربي بالملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور ناصر المسعري من ضبط أعصابه عندما حاصره مبتعثون ومبتعثات في معهد اللغة بجامعة كانساس يوم أمس الأول بسيل من الشكاوى، فانفجر في وجوههم قائلا: «من أنتم». وشكا الطلاب للمسعري سوء تعامل المعهد وإصراره على رسوبهم عدة مرات دون مبرر منطقي منذ 2006م، فضلا عن إغلاقه في وجه الطلاب الجدد، فأجابهم غاضبا: «من أنتم حتى تقيموا أنظمة التعليم في أمريكا .. نحن أهديناهم 80 ألف عقل وينبغي أن نثق بهم، ولن نستطيع أن نعرج أنظمة أمريكا من أجل تعرجكم». وأكد المسعري أن المعهد أفضل من معاهد أخرى، وأضاف «من أراد منكم مغادرته فسنسمح له لكننا لن نمنحه أي وقت إضافي لدراسة اللغة، ونحن لا نستطيع إيقافه» قبل أن يقول إنه سيوقف التعامل مع المعهد بشرط أن يغادروه فورا. من جانبهم اتهم الطلاب الملحقية بالتقصير وبينوا أن مشكلتهم لن تحل ما دام خطاب المسؤول بتلك الطريقة، مستشهدين بقرار الملحقية الثقافية الكويتية التي أوقفت بحسبهم التعامل مع المعهد لعامين بعد أن مارس المعهد مع طلابها نفس الأسلوب ولم ترفع الإيقاف إلا بعد أن تراجع المعهد وأصبح الطلاب الكويتيون ينهون دراستهم به في وقت قياسي. وكشف المسعري أن الملحقية تدرس فكرة جعل دراسة اللغة الإنجليزية في السعودية قبل الابتعاث للدراسة الأكاديمية، وأنها قررت مد فترة اللغة لطلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين من 18 شهرا إلى 22، منتقدا وضع معاهد اللغة في أمريكا، واصفا إياها بالطاحونة. وأوضح المسعري أن القبول في الجامعات الأمريكية، وخاصة الدراسات العليا، مشكلة صعبة يعاني منها جميع الطلاب، ولم تستطع الملحقية حلها بسبب أنظمة الجامعات التي تلتزم بمعايير، ووعد الطلاب بنقاش شكواهم مع إدارة المعهد لعلهم يرجعون. وكان المسعري يرافقه مدير المعاهد بالملحقية الدكتور فالح الحقباني قام بزيارة للمعهد والتقى 70 طالبا وطالبة من المبتعثين، بعد الشكوى التي قدمت للملحق الثقافي بواشنطن الدكتور محمد العيسى. جدير بالذكر أن أكثر من 30 ألف طالب من طلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين يدرسون اللغة حاليا في مئات المعاهد في الولاياتالمتحدة وتتراوح مستوياتها بين الجيدة والمتدنية، ويعاني الكثير من الطلاب من سوء خدمات كثير من تلك المعاهد دون وجود رقابة صارمة عليها من قبل الملحقية.