أرجع شيخ مشايخ مديرية سفيان، النائب البرلماني صغير بن حمود تمدد تمرد الحوثيين في اليمن إلى الجهل والفقر، والدعم الإيراني لهم. وقال بن حمود في حوار مع «عكاظ» إن الحوثي يستغل جهل بعض اليمنيين، وينفذ أجندة إيرانية موضحا أن هذه الحقائق لم تعد خافية على أحد. وطالب ببسط سلطة الدولة على صعدة وعمران، ونزع الأسلحة الثقيلة من أتباع الحوثي الذي يمارس النهب والسلب والقتل الأعمى، ويطرح أفكارا لا تمت للدين بأية صلة. وحذر من مؤامرة إيرانية تستهدف أمن المنطقة. ونوه بمواقف المملكة الداعمة لليمن قائلا إنه لا ينكرها إلا جاحد. وفيما يلي مادار في الحوار: • كيف تقيمون مواقف المملكة ودعمها المتواصل لليمن ؟ • نحن حقيقة نقدر ونثمن دور المملكة الذي لا ينكره إلا جاحد، فقد قامت بدور فعال منذ بداية الأزمة اليمنية، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على رأب الصدع، وتعزيز الوحدة الوطنية بين اليمنيين عبر دعم المبادرة الخليجية التي مثلت طوق نجاة للشعب اليمني، وساهمت في نزع فتيل أزمة كادت تعصف في اليمن، وتدخله في أتون حرب أهلية. بالإضافة إلى الدعم المادي الكبير الذي أعلنت عنه المملكة في اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن مؤخرا. حيث أثبتت المملكة أنها الصديق الحقيقي وقت الضيق. ونحن في اليمن نعتبر أن أمننا من أمن المملكة والعكس صحيح. فالبلدان يتمتعان بعلاقات استراتيجية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية، ونحن حريصون من جانبنا على إعطاء هذه العلاقات قوة الدفع الإيجابية. ولا يسعنا إلا أن نسجل للمملكة مواقفها الداعمة لنا وليس غريبا على الإخوة السعوديين أن يحرصوا على أمن واستقرار اليمن. • ما تقييمكم لأهمية الحوار الوطني اليمني في المرحلة المقبلة؟ • في الحقيقة أن الحوار الوطني ضرورة مهمة للخروج من الوضع الضبابي الذي تعيشه بلادنا، فاليمن لم تعد تتحمل مزيدا من الفتن والخلافات. وطاولة الحوار مطلوبة، على أن تشمل كافة الأطراف من قيادات سياسية وقبلية وحزبية. ونحن ندعم سرعة الدعوة للحوار لمناقشة الأمور الهامة بشفافية وصراحة إذا أردنا النجاح لهذا الحوار الذي أصبح هدفا ومطلبا استراتيجيا. • هل يعني ذلك مشاركة القبيلة في الحوار الوطني؟ • نعم فالقبيلة عنصر أساسي، وتؤيد الحوار ولن تقف ضده مهما كانت الأسباب، ولها تجارب كبيرة في المفاوضات والحوار . • ما هي أسباب مواجهاتكم مع الحوثي وخروجكم من منطقتكم؟ • تمرد الحوثيين يشكل خطورة بالغة على اليمنيين، وعلى الانسجام الديني والمجتمعي، وعلى التوافق القبلي في مناطق شمال اليمن. وأسس هذا التمرد القاتل منجما كارثيا يكاد يعصف باليمن وبجيرانه. وقد خرج الحوثي على النظام والقانون، وشكل جماعات مسلحة قامت بفتاوى وأساطير خرافية بالقتل الأعمى والتخريب والنهب والسلب والاعتداء على المواطنين، وإخضاعهم لسيطرته ولأفكاره غير الصحيحة، وتمدد منطلقا من قرية ثم من مديرية ثم من محافظة إلى محافظات أخرى. ولم يكن أمامنا والكثير من قبائل سفيان إلا مواجهته ودخلت أنا وقبائلي في حرب شرسة معه في محاولة لإيقافه وإسقاط مشروعه الطائفي. وكانت بداية المواجهات بعد أن أعلن الحوثيون في سفيان الحرب علينا عقب تحرش لا إنساني بأبناء سفيان. وبعد الاعتداء علينا وعلى بعض المواقع العسكرية ، اضطررنا للدفاع عن أنفسنا، وعن مناطقنا وتعاونا مع المواقع العسكرية التي كانت مهتمها حماية طريق صنعاء صعدة. واستمررنا في القتال ضد الحوثي لأكثر من عام وستة أشهر ولا زلنا في مواجهته خصوصا أن الحوثيين استغلوا الارتباك السياسي في 2011 ليتوسعوا أكثر وليصبحوا المستفيد الأكبر من أزمة السياسية. ولعلكم تتابعون يوميا عدوانهم الغاشم على المواطنين في الجوف وحجة وعمران وحصارهم لمنطقة دماج. • هل تقصد أن أسباب معارككم مع الحوثي فكرية طائفية؟ • طبعا نحن نختلف مع الحوثي في فكره الضال المنحرف، وفي تصرفاته وأعماله التي لا يقرها شرع ولا دين. ولا يحق للحوثي أن يفرض فكره ومعتقده على الآخر بقوة السلاح أو بدونه. ونرى أن الجهل والفقر والدعم والتدخل الإيراني للحوثي وراء تعاسة اليمنيين. • هل هناك جهات أجنبية أخرى تقف إلى جانب الحوثي وتسانده في معاركه ؟ • أولا الحوثي يستغل بالدرجة الأولى الجهل والفقر في المناطق التي سيطر عليها. وثانيا لم يعد خافيا على أحد في اليمن أن الحوثي يستمد دعمه من إيران والعراق بعد أن وصل إلى الحكم في بغداد قادة يرون أن مذهبهم يجب أن يسود . • تقصد أن هناك تدخلا إيرانيا في الشؤون الداخلية اليمنية؟ • بالتأكيد، نعم هناك تدخل سافر من قبل إيران في الشؤون الداخلية اليمنية، بل يسعى الإيرانيون بإصرار للتدخل في كل البلدان العربية، وتنفيذ مشروعهم الهدام ويرون أن الحوثيين سيعجلون بذلك. ونحن نرفض هذا التدخل السافر لأن اليمن دولة مستقلة وذات سيادة • هل تملكون أدلة دامغة على تورط إيران في دعم الحوثيين في كهوف الجبال في مران بصعدة؟ • لم يعد سرا أن إيران بشقيها السياسي والحوزوي متورطة في دعم الحوثيين، بل هي من يشرف عليهم ويوجههم. والأدلة على التورط الإيراني في التمرد الحوثي في اليمن يدركها الجميع. فهي ليست وليدة الساعة، بل معروفة منذ أكثر من 20 عاما. وهناك عدة طرق ووسائل لإيصال الدعم إلى الحوثي وأتباعه عبر الحوزات والتجار ووسائل متعددة أخرى تتقنها مخابرات إيران . • أنتم كطائفة سنية في منطقة تتبع لجماعات حوثية مسلحة ماذا تطلبون من الحكومة اليمنية الجديدة والمجتمع الدولي؟ • مطالبنا من الحكومة الجديدة تتمثل أولا في بسط نفوذ الدولة في كل مناطق صعدة وسفيان، وبعض مديريات الجوف وحجه وهي واجبات كفلها الدستور والقانون لكل مواطن، وتوفير الحماية والأمن والاستقرار ونزع «الأسلحة السيادية» من الحوثيين. وأعني بذلك الأسلحة الثقيلة التي يجب أن تمتلكها الدولة فقط. وثانيا نطالب حكومة رئيس الوزراء اليمني محمد باسندوة بتجريم جماعة الحوثي خصوصا أنه يعي ما يعنيه مشروعها الهدام. وألا تسمح حكومته بتكوين جماعات مسلحة وميليشيات خارجه عن الدستور والقانون فمن الواجب محاربة وقتال أي فئة أو جماعة تحد من هيبة وسيطرة الدولة لأن الحكومة هي المخولة وفقا للدستور والقانون بمواجهة مثل تلك الجماعات. كما نطالب المجتمع الدولي بالقيام بواجباته الإنسانية ، فما يقوم به الحوثيون جرائم ضد الإنسانية. • لماذا تسيرون الاحتجاجات أمام رئاسة الوزراء ضد الحوثيين مع أن الحوثي أصبح جزءا من المعارضة ؟ • نحن نعرف أن بعض عناصر حكومة الوفاق الوطني أتوا من الأحزاب التي تحالفت مع الحوثي، لكن واجبات الحكومة تفرض عليها أن تحمي مواطنيها، وأن تعمل بما يكفل للمواطن اليمني العيش الكريم. ونحن جزء من المجتمع اليمني وحكومة الوفاق مسؤوله عنه. ومن حقنا أن نسير المسيرات ونقوم بالاعتصامات وفقا للدستور والقانون، وكل وقفاتنا الاحتجاجية وتحركاتنا تتم بحسب مقتضيات القانون. نحن نريد الأمن والاستقرار لليمن، ونؤمن أن اليمن هو لجميع اليمنيين ولكن على أولئك الذين يعملون لتحقيق مآرب القوى الخارجية أن يعوا أن اليمنيين لن يسمحوا لهم بتحقيق أهدافهم المغرضة.